نجح البرلمان العراقي في انتخاب السياسي السني، سليم الجبوري، رئيساً للبرلمان، وذلك خلال جلسة عقدت، أمس، بعد أن حصل على أغلبية مطلقة من أصوات النواب.
وقبل عقد جلسة البرلمان، أبلغت السفارة الأميركية في بغداد القادة السياسيين بتجزئة اختيار المرشحين لشغل مناصب الرئاسات الثلاث مجلس الوزراء والجمهورية والبرلمان، وأفادت مصادر مطلعة بأن: "الجانب الأميركي وعبر سفارته في بغداد أجرى اتصالات مع الزعماء السياسيين وحثهم على سرعة حسم انتخاب رئيس البرلمان ونائبيه كخطوة أولى تمهد لاختيار رئيسي الحكومة والجمهورية".
وطبقا للمصادر فإن النصيحة الأميركية تنص على "حسم رئاسة مجلس النواب ثم الجمهورية وبعد ذلك رئاسة مجلس الوزراء".
وعقد مجلس النواب، أمس، جلسته الثالثة برئاسة مهدي الحافظ وبحضور 207 نواب، وشهدت انتخاب الجبوري عن ائتلاف متحدون رئيسا للمجلس بحصوله على 194 صوتا، مقابل 19 صوتا لمنافسته عن التحالف المدني الديموقراطي شروق العبايجي.واختار المجلس النائب عن التحالف الوطني حيدر العبادي نائبا أول، كما اختار النائب عن كتلة التغيير الكردية آرام شيخ محمد نائبا ثانيا.
من جانبه، دعا ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي إلى الإسراع بتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة ورفض ترشح شخصية تلطخت أيديها بدماء العراقيين، والاتفاق على الرئاسات بسلة واحدة.
وقال عضو الائتلاف النائب حامد المطلك في مؤتمر صحفي عقد في مبنى البرلمان أمس، "إن الوضع خطير جدا والحل يكمن بالإسراع في تشكيل حكومة كفاءات بعيدة عن المحاصصة". داعيا القوى السياسية إلى اختيار شخصية غير متورطة بارتكاب جرائم بحق الشعب العراقي لشغل منصب رئيس مجلس الوزراء، مناشدا المجتمع الدولي إلى التدخل "لإيقاف الانتهاكات بحقوق الإنسان في العراق".
والجبوري المولود في محافظة ديالى قضاء المقدادية عام 1971، قيادي في الحزب الإسلامي يحمل شهادة دكتوراه بالقانون، عمل مدرساً في كلية الحقوق في جامعة النهرين وجامعة ديالى. رشح نفسه في انتخابات 2014 عن قائمة ديالى هويتنا المنضوية ضمن ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي، وشارك في لجنة كتابة الدستور.
ويعد الجبوري من أكثر الشخصيات قبولاً لدى بقية الكتل السياسية، لحياديته ونبرته الهادئة في وقت أثارت كتل سياسية وشخصيات من المكون نفسه العنف في العراق.
ولما يمثله الجبوري من اعتدال من بين الشخصيات السنية، قام تنظيم "القاعدة" خلال السنوات الماضية بقتل عدد من أفراد عائلته، وكذلك محاولات اغتياله، لرفضه الخضوع لها.
وبحسب العرف السياسي المتبع في العراق، فإن رئيس الوزراء يكون شيعياً، ورئيس البرلمان سنياً، ورئيس الجمهورية كردياً.
وينص الدستور على أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال 30 يوماً من تاريخ أول انعقاد للمجلس، وهي الجلسة التي انعقدت في الأول من يوليو الحالي، ويكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً بتشكيل مجلس الوزراء خلال 15 يوماً من تاريخ انتخابه.
وعلى خلفية توتر العلاقة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان، أعلن بدرخان السندي رئيس تحرير صحيفة التآخي التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني إيقاف إصدار الجريدة على خلفية اقتحام مسلحين يستقلون سيارات شرطة مقر الصحيفة ومصادرة العديد من محتوياته.
وقال إن "قوة مسلحة بمختلف الأسلحة والعتاد وكان أفرادها ملثمين اقتحمت بثلاث سيارات للشرطة مبنى صحيفة التآخي وسط بغداد، مساء أول من أمس، وهددت الموظفين وأمرتهم بعدم إصدار الصحيفة أو بقائها في بغداد، كما استولت على العديد من الملفات الإدارية والمالية والأرشيف المخزون هناك، واستولت كذلك على سيارات الصحيفة".
مؤكدا أن "الصحيفة ستوقف بدءا من أمس إصدارها بسبب تهديدات المجموعة المسلحة، لأن جزءا كبيرا من موظفينا هم من القومية العربية، كما أن المطبعة التي تطبع صحيفتنا بعيدة عن مبنانا وأصحابها من القومية العربية أيضا، ولن يعاد الإصدار ما لم يتم ضمان أمن وسلامة الموظفين جميعهم".
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق معرفة ملابسات الحادث والجهات التي تقف وراء تنفيذه.
وقتل 19 جنديا وشرطيا عراقيا ومجموعة من المسلحين الذين يقاتلون إلى جانب القوات العراقية في هجمات متفرقة أمس بينها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة "إن تسعة من عناصر الجيش ثلاثة منهم ضباط قتلوا وأصيب خمسة آخرون جراء انفجار عبوتين ناسفتين في منطقة المدائن" على بعد 20 كلم جنوب بغداد. وأوضح أن "الضحايا وقعوا في كمين بعد قدومهم لتفقد موقع عبوة ناسفة انفجرت على شارع رئيسي، ولدى وصولهم انفجرت الأخرى".
وفي سامراء (110 كلم شمال بغداد) قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة إن ستة من عناصر جماعة "عصائب أهل الحق" المسلحة ومتطوعين آخرين "قتلوا وأصيب 23 منهم بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة أعقبه تفجير سيارة مركونة". وأوضح أن "الهجوم استهدف رتلا يجمع هؤلاء العناصر الذين كانوا ينفذون مهمة أمنية على الطريق الرئيسي غرب سامراء".
وأعلن تنظيم "داعش" بمحافظة صلاح الدين أن منفذ الهجوم الانتحاري ينتمي إليه ويدعى أبو عبد الله الأذربيجاني.
وقتل أيضا ثلاثة من عناصر الشرطة وأصيب سبعة بجروح في اشتباكات مع مسلحين هاجموا دورية للشرطة في ناحية المعتصم إلى الجنوب من سامراء.
وفي هجوم آخر، قتل جندي وأصيب أربعة من رفاقه بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش في منطقة اليوسفية (25 كلم جنوب بغداد).