كثير من المسؤولين يدرك في قرارة نفسه أنه إن لم يقل شيئا فلن يحاسبه أحد.. وإن تحدث فلربما وضع نفسه تحت الملامة أو المساءلة أو الغضب الشعبي!
لذلك لو كنت في مكان المسؤولية فإن أول شيء أقوم به هو تسريح موظفي إدارة العلاقات العامة والإعلام، وإحالتهم لأقسام الإدارة الأخرى.. شؤون إدارية.. صادر.. وارد.. صيانة.. المهم ألا يبقى منهم أحد..!
ولقمت بإلغاء اشتراك المؤسسة في جميع الصحف المحلية.. الصحف تستفز الإنسان للحديث.. وأنا لا أريد ثمة سبب أو مسبب يدفعنا لذلك.. كثرة الكلام قد تجر على المتكلم "البلاوي" وقد توقعنا في شر أعمالنا..!
وزير العمل الجديد عايد الرأي العام بأنه لن يتحدث قبل ثلاثة أشهر.
وكأننا كنا ننتظر من يأتي ليتحدث.. أو كأننا في زمن أصبحت حاجتنا للكلام توازي حاجتنا للهواء..!
نحن لا نريد وزيرا مهذارا.. نحن لسنا بحاجة للكلام ولا لحشو الكلام.. أبدا لسنا بحاجة إليه.. لقد تحدثنا بما فيه الكفاية.. سألتني إحدى الصحف عشية إعلان اسم الوزير الجديد: "ما الذي تريده من وزير العمل الجديد؟" ـ فقلت: كل الذي نريده سبق أن قلناه وكتبناه.. على رأي الشاعر الشعبي الشهير: "مابه جديد.. كل ما قيل ينعاد.. نفس الكلام اللي نقوله نعيده"!
ولذلك رسالتنا للوزير الجديد.. هي أن تمتد فترة الصمت حتى نهاية فترة وزارته.. ولو فعلها فهو بطل!
نريده أن يخصص وقته للعمل.. العمل فقط.. نريده أن يخصص الوقت للميدان.. اذهب إلى مكاتب العمل بعد صلاة الفجر وانظر إلى المهانة التي يتعرض لها المواطن.. حاسب موظفيك في كل مناطق ومحافظات المملكة وارفع شعار "من أين لك هذا"؟.. ولتبدأ بنفسك.. قم بتطهير وزارتك.. تابع بنفسك معاناة الناس.. اجلس معهم في مجالسهم ومنتدياتهم ومناسباتهم.. المكاتب المكيفة لن تقرأ فيها سوى تقارير: "تمام يافندم".. ولن تشاهد فيها سوى برنامج "صباح الخير يا عرب"!