يبقى مشهد الحجاج في مختلف المشاعر هو الحدث الأبرز والفريد من نوعه إسلاميا وعالميا لأنه صورة غير مكررة، ولهذا فإن موسم الحج هو الأكثر متابعة من الجماهير وتغطية من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية.

سنويا تحاول مختلف وسائل الإعلام أن تقدم الجديد وتتميز في تغطيتها مع كثرة الأقران من المنافسين، وبالنظر أيضا إلى خصائص شعيرة الحج، حيث العبادة والتنقل لأماكن معينة وفي أوقات محددة، ومع هذا الوضوح للركن الخامس ترسب بعض وسائل الإعلام في تغطيتها ويتكرر رسوبها في كل عام، خصوصا تلك التي تعتمد على الجانب الوصفي دون أن تكلف نفسها خلق الجديد إلى درجة أن المتابعين باتوا يتوقعون طريقة تغطية تلك الفضائيات ويصيبون في توقعهم.

يوم "عرفة" هو ميزان التغطية الإعلامية المهنية لاعتبارات الوقت مع صغر المساحة وكثرة الحجاج، وبمعنى آخر هو الاختبار الحقيقي لوسائل الإعلام، حيث يتضح من يعمل وفق خطة معدة مسبقا وبين من "يلبس الإحرام وهو ليس بحاج" ويستضيف المسؤولين والضيوف من الحجاج وغيرهم في قاعة مكيفة حتى ينتزع منهم عبارات الثناء فقط لا غير.

الإعداد المسبق إعلاميا لفريضة الحج بوضع التصورات وتحديد منهجية العمل يخلق إعلاما واعيا نابعا من الذات إلى الجمهور، أما أن يكون دافع العمل في الحج "كما كنا" والقطاف من شجرة "الانتداب" فعليك عزيزي المشاهد أن تبحث عن قنوات أخرى مختلفة، وإن رغبت فقط إطالة النظر في مشهد الحجاج وروحانية الشعيرة فتوجه مباشرة إلى قناة "القرآن الكريم" وكفى!