ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إلى أن العملية العسكرية لجيشه في غزة قد تستمر طويلا، وذلك في وقت قرر فيه الفلسطينيون التوجه إلى الأمم المتحدة بطلب رسمي لوضع أراضي دولة فلسطين تحت الحماية الدولية بعد أن قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 168 فلسطينيا وأصاب 1100 منذ الإثنين الماضي في غزة.

وقال "نتنياهو" في الجلسة الأسبوعية لحكومته: "لا نعلم متى ستنتهي العملية وهي قد تستغرق فترة طويلة ونحن نحتاج لدعمكم وأيضا لانضباطكم". وأضاف: "سنواصل العمل بصبر وبرباطة الجأش وبحزم وبمسؤولية من أجل تحقيق هدف العملية وهو إعادة الهدوء لفترة طويلة وضرب حماس والتنظيمات الإرهابية الأخرى بقطاع غزة بشكل ملموس، الجيش يستعد لكل الاحتمالات".

تصريحات "نتنياهو" في إحدى الغرف المحصنة في وزارة الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب، جاءت بعد ساعات من مجزرة نفذتها قواته بقتل 50 فلسطينيا في ليلة واحدة في غزة، وهو ما لم يكن بإمكان الفصائل الفلسطينية الرد عليه سوى بإطلاق عشرات الصواريخ التي أدى واحد منها إلى إصابة إسرائيلي بجروح خطيرة في عسقلان.

كما أتت على وقع تحركات دولية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة وسط تقديرات بوصول عدد من وزراء الخارجية الأجانب إلى إسرائيل وفلسطين خلال الفترة القريبة المقبلة للمساعدة في التوصل لوقف إطلاق النار. كما وتأتي وسط جدال إسرائيلي داخلي حول الحرب البرية وما إذا كانت مطلوبة في هذه المرحلة.

في غضون ذلك، أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرارها التوجه إلى الأمم المتحدة بطلب رسمي لوضع أراضي دولة فلسطين تحت الحماية الدولية، على طريق تأمين جلاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من ممارسة سيادتها.

وقالت اللجنة التنفيذية: "في ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد شعبنا، والذي بلغ ذروته بحرب الإبادة التي تشن ضد قطاع غزة الصامد، وتعزيزا للجهود الهادفة إلى وضع حد لهذا العدوان ولحمل المجتمع الدولي على النهوض بمسؤولياته إزاء الانتهاكات المتواصلة من جانب إسرائيل لحقوق شعبنا ولإحكام القانون الدولي، فقررت اللجنة التنفيذية التوجه إلى الأمم المتحدة بطلب رسمي لوضع أراضي دولة فلسطين تحت الحماية الدولية على طريق تأمين جلاء الاحتلال وتمكين دولة فلسطين من ممارسة سيادتها".

وأضافت: "لقد وجه الرئيس محمود عباس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يدعوه فيها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع هذا الطلب موضع التنفيذ، كما أصدر الرئيس توجيهاته إلى وفد دولة فلسطين إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب لأن يدعو الدول العربية الشقيقة للتحرك على الصعيد الدولي لدعم هذا الطلب، بالإضافة إلى الدعوة لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ قرار واضح لوضع حد للعدوان الإسرائيلي وإلزام إسرائيل بوقفه واحترام وقف إطلاق النار".

وفي هذا الصدد، وعلى ضوء انعقاد اللجنة السياسية المنبثقة عن اجتماع القيادة الفلسطينية، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور حنان عشراوي: "إن اللجنة بحثت مختلف الوسائل القانونية لملاحقة إسرائيل قضائياً ومحاكمتها على مختلف الجرائم التي ترتكبها بحق شعبنا، وضمان عدم إفلاتها من العقاب، مؤكدة أن الانتهاك الأول للقانون الدولي هو الاحتلال الإسرائيلي بحد ذاته". وقالت: "طالما يخضع الفلسطينيون لنظام الاحتلال والاستباحة ويفتقدون لأي نوع من الحماية، وتتمتع إسرائيل في المقابل بالحصانة الدولية، فمن حق شعبنا الطبيعي والقانوني استثمار جميع وسائل القانون الدولي التي وفرتها لنا الشرعية الدولية لحماية أبنائنا من بطش الاحتلال وغطرسة القوة".