في الوقت الذي تزدحم فيه طرقات المدينة المنورة بباعة البليلة، وجد العم عبدالرحمن العروي طريقة أخرى لجذب الزبائن، وذلك من خلال تخصيص جلسات المركاز، وجذب الزبائن لتناول البليلة.
ويتوزع العديد من الباعة على جنبات الطرقات، ويتزاحمون لأخذ المكان المميز لجذب الزبائن، إلا أن العروي وجد طريقة بديلة لجذب زبائنه، وذلك باختيار مكان مناسب لجلوس الزبائن وتناول البليلة، وخاصة كبار السن الذين وجدوا في جلسات المركاز الطابع المديني الخاص الذي يتمتعون به.
فرغم طغيان الأكلات بجميع أصنافها ومحتوياتها، إلا أن الكبار والشباب والصغار بالمدينة المنورة يجدون طابعا خاصا في أكل البليلة الرمضانية؛ إذ تزدحم محلات البليلة والأكشاك المخصصة لها بالزبائن في هذا الشهر الفضيل. وقد تزينت العربات الخاصة بالبليلة بمختلف الإضاءات والفوانيس والأجراس لجذب الزبائن، ولفت انتباه المارة تقديمها بالطريقة المدينية بعد إضافة عدد من المقادير المنوعة عليها، وفي أوعية مخصصة تزيد من لذتها في شهر رمضان.
ولم تطغ الحياة المدنية على إيقاع الحياة القديمة البسيطة في أحياء المدينة وحواريها؛ إذ لا تزال تحافظ على جانب من تلك البساطة، فعندما تقوم بجولة في ليالي رمضان في تلك الأحياء سترى الشوارع والأزقة تعج بباعة البليلة الذين يعرضون الأكلات الخفيفة في البسطات المنتشرة على الأرصفة، ويجلس أصحاب البسطات متجاورين دون أن يكون لقربهم حساسية التنافس.
"الوطن" التقت بالعم عبدالرحمن العروي في أحد الأحياء الشعبية بالمدينة المنورة، فقال إنه يمارس بيع البليلة الرمضانية منذ أكثر من 16 سنة، ويضطر لأخذ إجازته الرسمية قبيل رمضان ليتفرغ لبيع البليلة، مضيفا أن وجبة البليلة لها طابع خاص في ليالي رمضان، وأن الخلطة السرية التي يعدها بنفسه تزيد من الإقبال عليها؛ حيث يتفنن في طهوها وتقديمها بطريقة شهية لمحبيها.
وأضاف العروي: قمت بتخصيص منطقة خاصة من البسطة لجلسات المركاز، التي يحبذها الكبار لجعلها للراغبين في الجلوس بجوار عربات البليلة، ومشاهدة الأجواء الرمضانية من تدفق الكبار والصغار إلى تلك البسطات، للتمتع بالأجواء الرمضانية.
وبين أحد الزبائن العم محمد الجهني، أن البليلة من الأكلات الشعبية التي يحرص الجميع على تناولها خلال شهر رمضان، إذ يبحث الجميع عن أفضل من يعدها ويحضرها، ولكل زبون بائع مفضل، وأن الوقت المفضل لتناول البليلة من بعد صلاة التراويح.
وقال الجهني: الطابع المديني في جلسات المركاز، التي خصصت في شهر رمضان المبارك، كان دافعا للكبار قبل الصغار للتجمع وشراء البليلة، وتبادل أطراف الحديث بين الجلوس، إضافة إلى الأحداث والأجواء الرمضانية التي نشاهدها من المارة، الذين يتوقفون لشراء البليلة.