رمى مدرب البرازيل "لويز فيليبي سكولاري" الكرة في ملعب رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم ولم يتقدم باستقالته من منصبه رغم تلقي بلاده ثاني خسارة متتالية على أرضه لأول مرة منذ عام 1940 أول من أمس.
وقال سكولاري بعد خسارة البرازيل أمام هولندا صفر-3 في مباراة تحديد المركز الثالث، وذلك بعد ثلاثة أيام على السقوط التاريخي أمام ألمانيا 1-7: "يعود القرار لرئيس الاتحاد البرازيلي. سنقدم له تقريرا أخيرا وندعه يحلل ما يجب القيام به".
وتابع "سكولاري" (65 عاما) الذي تعرض لانتقادات كبيرة بعد خسارة ألمانيا: "لن أناقش (مستقبلي) معكم"، مشيرا إلى أنه كان مقررا قبل انطلاق النهائيات وبغض النظر عن النتيجة أن يضع مصيره في يد رئيس الاتحاد.
ودخل نجم المنتخب البرازيلي المصاب "نيمار" إلى الغرفة خلال المؤتمر الصحافي لمدربه لتحيته كرسالة تضامن معه.
وينتهي عقد "سكولاري" بعد المونديال الحالي، لكن تقارير أشارت إلى احتمال بقائه حتى نهاية السنة.
وسبق لسكولاري أن أعلن بعد الهزيمة المذلة أمام ألمانيا أنه سيتخذ قراره بشأن مستقبله بعد مباراة المركز الثالث.
ومن المؤكد أن الهزيمة أمام هولندا قد تكون كافية للاتحاد البرازيلي ليحدد موقفه من "سكولاري" الذي أنهى فريقه البطولة كصاحب أسوأ دفاع بعد أن اهتزت شباكه في 14 مناسبة.
سقطت البرازيل على أرضها للمرة الأولى منذ 39 عاما وكانت في بيلو هوريزونتي أيضا أمام البيرو 2-3 في نصف نهائي كأس كوبا أميركا، وتلقت أقسى هزيمة منذ سقوطها أمام الأوروجواي صفر-6 في عام 1920 في كوبا أميركا، واستقبلت شباكها 5 أهداف أو أكثر للمرة الثانية فقط في النهائيات منذ عام 1938 عندما تغلبت على بولندا 6-5.
ثم تلقت أمام هولندا هزيمتها الثانية على التوالي بين جماهيرها للمرة الأولى منذ 1940 حين خسرت أمام الأرجنيتن (صفر-3) والأوروجواي (3-4).
لكن كل هذه السلبيات والنتيجتين المذلتين أمام ألمانيا ثم هولندا، لم تقنع سكولاري بأن يتخذ قرار الرحيل من جراء نفسه دون انتظار الاتحاد المحلي.
كانت نتيجة مباراة الدور نصف النهائي كارثية على البرازيل؛ لأنها رفعت الأهداف التي دخلت شباكها في هذه النسخة إلى 11، أي أكثر بهدفين من أسوأ دفاع في البطولة (الكاميرون وأستراليا بـ9 أهداف)، فعادلت أكبر عدد أهداف يدخل شباكها في نسخة واحدة (1938)، وأصبحت أول مضيف يدخل شباكه هذا العدد من الأهداف، قبل أن تهتز بـ3 أهداف أخرى في مباراة المركز الثالث.
كان "سكولاري" الخيار البديهي للاتحاد البرازيلي بعد إقالة "مانو مينيزيس" في نوفمبر 2012، خصوصا أنه كان "مهندس" التتويج الأخير لبلاده عام 2002، لكنه لن يترك لخلفه، في حال قرر الاتحاد التخلي عنه تحت ضغط من الجمهور الذي قابله بصافرات الاستهجان، سوى فريق "محطم" معنويا ويفتقد إلى مكونات النجاح بسبب تواجد لاعبين غير قادرين على الارتقاء إلى مستوى التحدي ولا إلى اسم البرازيل في عالم الكرة المستديرة.
كان "سكولاري" يدرك تماما أنه سيصبح أسطورة كروية خالدة في بلاده بحال نجح بقيادة البرازيل للقب عالمي على أرضها، لكن عوضا عن ذلك سيبقى اسمه مترافقا مع أسوأ هزيمة يتلقاها "سيليساو" في تاريخ النهائيات.
وتتلخص شخصية "سكولاري" مما قاله بعد السقوط الكارثي أمام ألمانيا، إذ حافظ على عنفوانه برد ليس في مكانه على الإطلاق، قائلا "لن يموت أحد" بسبب الهزيمة النكراء أمام "ناسيونال مانشافت"، محاولا الحديث عن إيجابيات من مغامرته الثانية مع منتخب بلاده "إنها المرة الأولى التي نصل فيها نصف النهائي منذ 2002... خلال عام ونصف معا، لعبنا 28 مباراة وفزنا بـ19، تعادلنا في 6 وخسرنا 3. في المباريات الرسمية فزنا بـ8 مباريات، تعادلنا في 2 وخسرنا هذه المباراة (ضد ألمانيا)... حسنا، بطريقة كارثية. لكن هذه الحلقة انتهت الآن. يجب التطلع إلى الأمام".