ليس من الغريب أو المريب أبدا، اكتشاف بعض المنتمين لداعش من السعوديين في الداخل بين الحين والآخر، بل الغريب هو أن يتأخر افتضاح أمرهم إلى ما بعد هذا الوقت.
فما هو المنتظر من فئة من الشباب تغادر وطنها وأهلها، باحثة عن الموت في صورة جهاد أو استشهاد مزعوم، أو أن يقضى أحدهم عمرا يتنقل فيه من حرب إلى حرب ومن خندق إلى آخر، أو يفجر نفسه حتى لا يتأخر عن الحوريات اللواتي ينتظرنه في الجنة؟
تتعدد صور التطرف عندنا، وتلقى بذورها في عقول الأطفال، وتترك هذه البذور تتحين البيئة الصالحة لتنمو وتكبر، ثم تتبلور من الواقع المجتمعي الذي يعيشه هؤلاء، فينشأ الشاب في وسطه ناقما عليه، متحينا للفرصة التي تخوله لتغيير وضعه، مترقبا من يمد له يد الإنقاذ، ليتمسك به وينضوي تحت لوائه.
كلمة (إسلامي) ومشتقاتها، هي الشفرة السحرية التي يدغدغ بها المخربون ضمائر النشء، لأنه الحلم الذي يبحثون عنه، رغم أنهم في مجتمع إسلامي حتى النخاع، لكنهم يطمحون للإسلام الذي رسموه في مخيلاتهم وصورته لهم أوهامهم، لأنهم فصلوه بمقاس عقدهم، فهو بالنسبة لهم قناة يفرغون فيها سنوات من الكبت والازدواجية والانهزامية، لن يتخلصوا منها بدونه. فابحثوا عن دواعش الداخل، لأنهم كثر.