يوماً ما .. أردنا أن نلحق بالركب واخترنا أن نكون أكثر حضارة وتقدما. يوما ما.. هربنا من واقعنا الذي وعينا عليه منذ سنوات البدايات.

ذات يوم استجدينا صناديق الاقتراع وصفوف الناخبين. أعتقد أننا حينها حلمنا بأشياء كثيرة وتأملنا أكثر فأكثر..!

كنا نشكو سابقاً ولكننا كنا نردد ..(ع الأقل عايشين).. ومع الديموقراطية الجديدة والانتخابات المستحدثة لم نكن نحلم بالحياة فقط .. بل حلمنا بالرفاهية الرياضية وبالإنجازات التي لم تُرم من قبل.

والآن بعد أن نصّب صندوق الاقتراع، النجم والأكاديمي الأستاذ أحمد عيد رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم استبشرنا خيراً. لأن من يقود الدفّة هو ابن الميدان، وأدرى باحتياجات الأندية والكرة بشكل عام.

وبعد عامين تقريباً تبخرت أحلامنا.. ما طفى على السطح يفوق قدرة استيعابنا، وحدود احتمالنا والمحصلة التي خرجنا بها أنه لا يوجد لدينا اتحاد أصلاً يدير الناخبين.

هي مجموعة أصدقاء توزعوا على اللجان قرروا أن ينظموا بعض الأنشطة لأسباب مختلفة، فتارة من أجل المال والعوائد المادية.. وتارة من أجل تبرير بقائهم في المناصب بحجة أنهم يعملون.. وتارة أخرى من أجل إشغال الآخرين وإغواء الطامعين في المناصب.

هذه الصداقات وهذه اللجان أفرزت لنا مسابقات تشبه إلى حد كبير ما يحدث في مسابقات الأحياء، فكل القوانين قابلة للنقاش والتبديل، وكل اللوائح متغيرة ولا يوجد ما هو ثابت، "وكل المواعيد وهم". ولسان حال الناخبين يقول: "للأسف انتخبنا الفوضى"، لا أقلل من شخص الإنسان أحمد عيد فقد قدم للوطن كلاعب وإداري ما يمنحه أعلى أوسمة الخدمة للوطن.

لكنه كرئيس للاتحاد لم يضف هو واتحاده لرياضتنا إلا مزيداً من الفوضى ومزيداً من الضبابية، بل تجاوز خيالنا البسيط ومفرداتنا الهشة.

أصبح من الممكن أن نتحدث عن مؤامرات وعن محسوبيات ومحاباة ومجاملات وأشياء أخرى قد لا يكون هو المسؤول وحده عنها، لكنه الأول بالتأكيد لم يخرج من هذا الاتحاد ما يهدم أفكارنا حديثة التكوين أو حتى القديمة البسيطة، بل كرّس كل المفاهيم السلبية لدينا بمواقف هشة وتبريرات ضعيفة وتسيير قابل للتوقف في أي لحظة.

والحقيقة التي أدركناها ولا بد أن يدركها هذا الاتحاد أننا لن نذهب بعيداً مع هذا الاتحاد ومسيريه ولن نعود لنحلم مجدداً، بل ربما تمنينا لو بقي الحال كما كان قبله.