جدد خبراء تحذيرهم من تزايد احتياج المملكة والسوق المحلية من الغاز الطبيعي، حيث ينتظر كثير من المشاريع دوره في الحصول على حصة منه، ويمثل الغاز الطبيعي أهمية كبيرة في الآونة الأخيرة في مختلف الصناعات التحويلية والكيماويات، وأكد الخبراء أن المملكة أمام طريقين إما التوسع الكبير في إنتاج الغاز المصاحب والمغمور والبحث عن مصادر لتوليد الطاقة الشمسية لسد حاجة الكهرباء، أو البحث عن دول مصدرة له لسد حاجة المملكة.
في هذا السياق، كشف نائب رئيس "أرامكو السعودية" السابق لشوؤن الحفر والتنقيب المهندس عثمان الخويطر في تصريحات لـ"الوطن"، أن هناك كثيرا من المشاريع الصناعية في المملكة ما زال ينتظر دوره في الحصول على حصته من الغاز المحلي، موضحاً أن المملكة بحاجة إلى كمّيات إضافية لتلبية الطلب المتزايد على الغاز.
وأوضح الخويطر في حديثه: المملكة تستخدم الغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية وفي صناعة البتروكيماويات، وكلاهما مستهلك شرِه للغاز، وكنا نتمنى لو أن المصالح الاقتصادية تتغلب على العواطف، مما يُمكن المملكة من دراسة وإبرام عقود اقتصادية مشتركة بينها وبين الدول الأخرى مهما كان مستوى العلاقات السياسية معها ما دامت المصلحة تتطلب ذلك، إلا أن علاقتهما الاقتصادية جيدة. وقال "نحن بأشد الحاجة لاستيراد الغاز، خاصةً إذا حصلت المملكة على معاملة ومميزات سعرية خاصة، وضمان في الإمداد"، مشيراً إلى أن أزمة نقص الغاز في المملكة سوف تزيد مع مرور الوقت، وأفضل طريقة - بحسب حديثه - لتفادي تأثير هذا النقص هو الاتجاه وبقوة نحو مشاريع توليد الطاقة الشمسية التي لا تنضب، إلا أنه شدد على أن ذلك لا يعفينا من التفكير في جدوى استيراد الغاز من الدول المجاورة التي تمتلك احتياطات ضخمة.
من جهة أخرى، ذكر مستشار التخطيط السابق في شركة أرامكو السعودية وأستاذ تقنية الطاقة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور فهد الخالدي لـ"الوطن" أن توزيع ونقل الغاز الطبيعي بين دول الخليج العربي يجب أن يكون من أولويات دول الخليج وذلك من منطلقات اقتصادية واستراتيجية لأمن واستقرار دول الخليج، فكما أن الطاقة الكهربائية ستكون سلعة تباع وتشترى يمكن للغاز أن يكون سلعة بالمثل والتربح منه في البلد الذي يستطيع أن يستخدمه بمستويات الكفاءة الأعلى.وأشار الخالدي إلى أن المملكة ما زالت تتوسع في إنتاج الغاز واكتشافه وتطويره، فخلال العقد المنصرم تم إنشاء معمل "الخرسانية" للغاز لمعالجة الغاز المصاحب للنفط ثم تمت توسعة معمل الخرسانية لتشمل إنتاج غاز غير مصاحب من الحقل المغمور المسمى "كاران" والذي يُعد أول إنتاج لحقل مغمور ليبلغ إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي حوالي 11 مليار قدم قياسي مكعب باليوم، وحالياً يتم إنشاء معمل "واسط" للغاز، والذي يعد ثاني استغلال للمكامن المغمورة للغاز غير المصاحب للنفط ليرفع الإنتاج إلى 13 مليار قدم قياسي مكعب باليوم، إلا أن هذه المشاريع الجديدة ستكون عالية التكلفة مقارنة بإنتاج الغاز المصاحب.