يتجلى كثير من المظاهر الدينية والاجتماعية النبيلة خلال شهر رمضان، وتستنهض القيم الفاضلة، وتتعدى تلك المتغيرات الحميدة لتصل إلى "الذائقة السمعية"، حينما يتبارى الكثير في استطباب أصوات القراء في المساجد. وتبدأ رحلة استهداف "مزامير داود" التي تدخلك في عالم الروحانية والإيمان، وذلك في عادة سنوية، دائماً ما تتكرر خلال شهر رمضان في المجتمع السعودي، وغيره من المجتمعات الإسلامية الأخرى.

فمع حلول شهر رمضان المبارك، تتجه بوصلة كثير من أفراد المجتمع، للبحث عما يشبع نهم ذائقتهم السمعية، لتشنيفها بالقرآن الكريم، من خلال البحث عن القراء المتميزين، في صلاة التراويح تلاوة وتجويدا، حيث يضطر كثيرون لترك جماعات مساجد الحي، في سبيل البحث عن القراء ذائعي الصيت، ليعينوهم على أداء الصلوات بطمأنينة وتدبر وخشوع.

المواطن أحمد المرداسي قال إن القارئ المتمكّن يستطيع جذب أكبر عدد ممكن من المصلين، حتى تكتظ بهم جنبات المسجد، في مشاهد بديعة أضفت للأجواء الرمضانية رونقاً آخر.

من جهته، أشار عبدالرحمن التويجري إلى أن رمضان فرصة عظيمة لكي يذهب وأفراد أسرته سوياً إلى المسجد، مضيفاً "أن هذا يتطلب البحث عن قارئ حسن الصوت"، داعياً في الوقت نفسه فروع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إلى العناية باختيار الأئمة الأكفاء، أصحاب التلاوات المتميزة.

وتعزيزاً لتلك الظاهرة الرمضانية، التي تعتمد على الذائقة السمعية، دخلت التقنية الحديثة على الخط، وبدأ محترفوها في تطويعها نحو خدمة المهتمين بالأصوات العذبة والشجية لقراءة القران، حيث تناقل مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيس بوك وواتس أب أسماء أشهر القراء في المملكة مستخدمين التطبيق الجديد للهواتف الكفيّة الحديثة (قراء المساجد)، الذي يوضح اسم القارئ ومدينته وموقع مسجده في كافة مناطق المملكة، في الوقت الذي اتفق فيه كثيرون أن أبرز أسماء القراء المتداولة في مدينة الرياض ناصر القطامي، وياسر الدوسري، وعادل الكلباني، وخالد الجليّل، وفي جدة عبدالولي الأركاني، وعبدالغفار الدروبي، ومن مدينة بريدة عبدالله القرعاوي، وماجد العقل، وبدر التركي، ومن الدمام سعد الغامدي، وأحمد العجمي.