"أضخم الأبواب مفاتيحها صغيرة"، حكمة لا أعرف جنسيتها، ولا تاريخ ميلادها ولا أدري ما مناسبتها، ما أنا متأكد منه تماما أنها ليست ذات أصول عربية على الإطلاق، فأبوابنا الكبيرة بحاجة لقوة دفع كبرى وكمية كافية من فيتامين السعادة، ومعروض وشاهد ومعرفين، وكفيل غارم و"ملف "علاقي" وكمية مماثلة من التزلف حتى تنفرج أساريرها!

عربيا فإن أفضل من استخدم الحكمة السابقة هم شباب الإعلام الجديد حين اتجهوا لأضخم الأبواب الإلكترونية "يوتيوب" وإخوته ثم بحثوا عن مفاتيحها الصغيرة وحين وجدوها ظهروا لنا بنتاجهم الإعلامي الباهر الذي خطف الأنظار عن قنوات التلقي التقليدية، وهم بذلك اختصروا فعليا نصف مشوار الانتشار الذي ما كان سيكون فيما لو سلكوا الطرق القديمة البالية، تلك التي كان من الممكن أن تحيل نتاجهم الجميل إلى شيء يشبه "نشارة" الخشب بعد أن يتم نشرها على منشار الرقيب ثم إعدامها تحت "مقصلة" الحسيب، أو في أفضل الظروف عرضها بعد تعرضها للكثير من عمليات التشويه قبيل أذان الفجر بربع ساعة!

شباب الإعلام الجديد ورغم كل العوائق وبأبسط الأدوات، استطاعوا صناعة شريحة كبيرة تقدر بملايين المتابعين الحريصين على متابعة أعمالهم أولا بأول حين وجدوا فيها ما يعكس همومهم بدقة، وما يعرض مشكلاتهم بجرعة مركزة من الكوميديا العصرية التي لا تستهلك من وقت المشاهد أكثر من عشر دقائق ماتعة!

اقرؤوا ما يلي بتمعن "نطمح إلى إعلام بعيد عن العنصرية والإباحية، نحاول أن نجذب المشاهد ونمتعه في الوقت ذاته، نحن نرى أن الإعلام الجديد سيكون مع الزمن وسيلة الإعلام المتابعة بشكل طبيعي، لذا نحن نسعى لتطوير أنفسنا من خلال الأفكار المتجددة".

ما سبق كان تصريحا لأحد مقدمي برامج "اليوتيوب" الشبابية حول الرؤية والطموح، نقلتها هنا لتدركوا كيف يفكر هو وزملاء مهنته، كل ذلك الطموح والتفاؤل في العبارات السابقة يرددها وهو يعي أن القنوات الرسمية لا تعده هو وأصدقاء المهنة سوى "يوتيوب".