مريم المنصوري، امرأة واثقة تكتب التاريخ بحروف من إرادة، ليست محامية ولا متكلمة ولا تمتطي صهوة الحرف، لكنها تجيد التعبير بالأفعال، إنها بكلمات قليلة وبالكثير من الإصرار على النجاح والوصول تمنح كل النساء من حولها ثقة وعزيمة وفخرا. مريم حلقت في السماء بعيدا، في الوقت الذي ما زال المجتمع يراوح مكانه فيما يتعلق بموقفه منها، المجتمع الذي لا يعرف ما يريد، ولم يصل حتى الآن إلى تصور واضح عن صورة المرأة التي تروق له، حتى اختار لها أن تكون (متسولة) على باب رجل، خيرا من أن تنافس الرجل وتتفوق عليه.

إقدام مريم وعملها علماها ألا تلتفت إلى الخلف، حتى لا تخسر الأهداف التي أمامها، ومنها يجب أن تتعلم كل امرأة؛ كيف تسير في مجتمع ذكوري دأب على ابتكار العراقيل والصعوبات في وجه المرأة، بالتأكيد.. المجتمع ينقسم بين مؤيد ومبارك لخطوات مريم، في الطموح والمشاركة الفاعلة في تغيير واقع العالم من حولها، وبين معارض يرى أن مكانها خلف حواجز وسواتر المباني النسائية متذرعا بالخصوصية، لكن مما لا يختلف عليه المنصفون أن مريم تستحق وبجدارة أكثر مما وصلت إليه، إذا كان رهاننا على المنجز، لأن ما حققته وصلت إليه بالمثابرة والعمل الجاد، ولن يضيرها تجاهل البعض لاستحقاقاتها؟