في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى من يعترف بالمرأة العسيرية كمبدعة وقادرة على العطاء والتميز؛ تحتضن جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة مبدعاتها وشاعراتها، وتخصص لهن ملتقى يهدف إلى الأخذ بأيديهن إلى بوابة النجاح، وقنوات التحليق في ا?فق البعيد عن ا?قليمية.
كان للجمعية - ممثلة في الأستاذ أحمد سروي والمبدعة الشاعرة الأستاذة زهرة آل ظافر - إسهام جيد في استقطاب كوكبة جميلة من شاعرات المنطقة وإتاحة الفرصة لهن للظهور..
وأنا أكبرت هذا في هذه القناة الرائعة، التي تعمل في صمت بعيدا عن جلبة الفلاشات وانتظار عبارات الثناء..
ومما وجدته في هذه الجمعية العريقة: أنها رغم دورها في نشر الموروث وثقافة المنطقة، وعملها على استقطاب المواهب الشابة، وضخ الحياة في روح المجتمع، وعملها المستمر سنين طويلة؛ إلا أنها تعاني من الإقصاء وعدم الالتفات إليها، سواء من المسؤولين وكبار الشخصيات في المنطقة، أو من الأشخاص والزوار. فالعمل الثقافي لن يستمر إلا إذا استند على دعائم ثلاث: المدير المهتم وهو موجود، ويعمل بهمة ونشاط، والداعمون، وللأسف ليس لهم وجود، والمجتمع الذي يشجع هذه القنوات ويعمل على إنجاحها. جميعنا يعرف أن جمعيات الثقافة والفنون هي همزة الوصل بين الموهوب وبوابة الانطلاق، وهي النافذة الثانية مع الأندية الأدبية التي يرى منها المجتمع المواهب الشابة ويتابعها، لذا علينا جميعا العمل على أن تكون في كامل همتها وشبابها، وألا نتهاون في سبيل أي عمل يرتقي بها، ليرتقي مجتمعنا ثقافيا، وينطلق الشباب إلى ا?تجاهات السليمة، بعيدا عن الانسياق وراء ما فيه دمار الوطن والمجتمع..
وأود أن أوجه رسالة إلى ا?مير فيصل بن خالد بهذا الشأن، لأقول: إن الاهتمام بهذه القنوات يساعد كثيرا في درء المفاسد، والحد من التجاوزات التي نلحظها من الشباب، فلو أعطيت القنوات الثقافية ا?هتمام والملاحظة والدعم بما يخدم برامج الشباب، وتوفير ما يتلاءم ومواهبهم، لاتجه الشاب إلى ما يراه مناسبا لموهبته، وقضينا على الفراغ وما ينتج عنه من ردات فعل سلبية.. و? أنسى رجال الأعمال الذين أتمنى أن يلتفتوا بوضوح ووطنية لهذا الوطن الذي أخرج لهم أعمالهم إلى هذه الجمعية، فهي شاهد لتطور المواهب، ولا بد أن تكون في مبنى مصمم، خاص بها ولها، ومجهز بما تحتاجه.
احتضنوا قنواتنا فهي الحاضن الأول لشبابنا، احتضنوا جمعية الثقافة والفنون، ?ن احتضانها احتواء للمجتمع، وفيه فتح الباب للشاب والفتاة، لنكون في مصاف الدول المتقدمة فكريا وثقافيا وحضاريا.