عندما يحين الحديث عن سياسة "القوة الناعمة" التي تجمع بين اللين والحزم، وتوظف السياسة الخارجية لمعالجة الملفات الأمنية؛ تتجلى بوضوح شخصية نايف بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ الذي رسخ ركائز الأمن بسياسة "القوة الناعمة"، ليس في المملكة فحسب بل حتى في العالم العربي أجمع.
كان علينا ونحن نستقبل موسم الحج الذي جندت له المملكة كل إمكاناتها أن نتذكر باني منظومتنا الأمنية وسياسته الراسخة التي جعلت المملكة حصنا منيعا ضد من يحاول المساس بأمنها.
عندما نتحدث عن سياسة الأمن في المملكة، يجدر بنا الوقوف أمام برنامجين يكشفان عن جزء يسير من سياسة الأمير نايف بن عبدالعزيز التي رسمها لوزارة الداخلية، أحدهما برنامج أبناء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم حماية للوطن ومقدساته، والآخر برنامج المناصحة الذي يهدف إلى احتضان أبناء الوطن الذين عادوا إلى جادة الصواب، بعد أن كادوا يكونون معول هدم.
إن لكل من البرنامجين رسالته السامية، فالأول يحمل رسالة وفاء إلى أبناء الشهداء، والثاني إلى أبناء الوطن العائدين إلى جادة الصواب مفادها "أنكم أبناؤنا ولا بد من الوقوف بجانبكم حتى تعودوا مواطنين صالحين فاعلين في وطنكم".
ومن أجمل المبادرات التي جاءت امتدادا لهذين البرنامجين، مبادرة المنح الدراسية لأبناء الشهداء وذويهم والمستفيدين من مركز محمد بن نايف للمناصحة التي استحدثتها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، وتم تشكيل أمانة عامة لهذا الغرض، تعمل على متابعة الطلاب أكاديميا أثناء دراستهم، وكذلك فيما بعد التخرج لإلحاقهم بسوق العمل، خاصة أن عددا منهم يدرس حاليا في تخصصات مطلوبة، كالطب والهندسة والإدارة والقانون، وبعضهم يدرس بمرحلة الماجستير في تخصصات القانون والإدارة.
من عهدة الراوي:
وزارة الداخلية خصصت 5 مقاعد لكل أسرة من أسر الشهداء لأداء فريضة الحج في ضيافتها. فعلا إنها حقا سياسة القوة الناعمة التي تكرّم وتكافئ وتحتضن وتعفو وتحزم في وقت الحزم.