لم يقدم مدرب البرازيل لويز فيليبي سكولاري استقالته من منصبه بعد تعرض بلاده لأقسى خسارة في تاريخها أمام ألمانيا 1-7 أول من أمس في نصف النهائي.

وقال سكولاري بعد المباراة "من هو المسؤول عن هذه النتيجة؟ أنا، أنا.. اللوم على هذه الخسارة يمكن مشاركته بيننا جميعا، لكن الشخص الذي اختار التشكيلة كان أنا، لقد كان ذلك خياري. حاولنا أن نقدم ما نعرف، قمنا بكل ما في وسعنا، لكن واجهنا فريقا ألمانيا رائعا".

وتابع المدرب الذي قاد البرازيل إلى لقبها الخامس في 2002 "لم نتمكن من القيام برد فعل بعد تأخرنا بالنتيجة. حتى الألمان لن يقدروا على رواية ما حصل، لكن هذا بسبب براعتهم ويجب أن نحترم ذلك. رسالتي إلى الشعب البرازيلي هي التالية: رجاء اعذرونا على هذا الأداء، أنا آسف لعدم تمكننا من بلوغ النهائي، وسنسعى للفوز في مباراة تحديد المركز الثالث. لا يزال أمامنا ما نلعب من أجله.

لكن كلمات سكولاي لم توقف بكاء البرازيليين وشتمهم رئيسة البلاد ديلما روسيف، حيث غطوا وجوههم من العار والخزي بعد الهزيمة.

وترك البرازيليون مقاعدهم في ملعب "استاديو مينيراو" بعد أقل من نصف ساعة على صافرة بداية المباراة في بيلو هوريزونتي، وذلك لأن شباكهم كانت قد اهتزت 5 مرات بعدما عجز مدافعو "سيليساو" عن التعامل مع فورة الألمان الذين سجلوا 4 أهداف في غضون 6 دقائق بين الدقيقة 23 و29.

أما القسم الذي فضل البقاء في المدرجات فشتم اللاعبين ورئيسة البلاد، خصوصا بسبب الأموال الطائلة التي انفقتها الحكومة على استضافة هذا الحدث والتي قدرت قيمتها بـ11 مليار دولار.

وبكى البرازيليون قبل فترة طويلة من إطلاق صافرة نهاية المباراة لإدراكهم أن منتخب بلادهم العاجز لن يتمكن من تعويض تخلفه الكبير أمام الألمان الذين أنهوا اللقاء بهدفين آخرين لتتلقى البرازيل أسوأ هزيمة في تاريخها.

وبعد أن بدأ الجمهور بترك مقاعده في الملعب بشكل مبكر، قامت الشرطة بتعزيز قواتها داخل وخارج الملعب تجنبا لأي أعمال شغب، فيما كانت الشتائم تنهال على اللاعبين والرئيسة من خلف شاشات التلفزة أيضا وفي الساحات التي خصصت لمتابعة المباراة على شاشات عملاقة.

ولم تكن الأهداف الشيء الوحيد الذي هطل على البرازيليين في مهرجان المشجعين الذي اتخذ من شاطىء كوباكانا في ريو مقرا له في هذه الليلة "السوداوية"، بل قررت السماء أن تصب غضبها على المشجعين المغطسين باللونين الأصفر والأخضر، ما زاد من تعكير الأجواء العامة التي ازدادت حماوة بعد أن قررت مجموعة من المشجعين أن تشق طريقها بالتدافع ما اضطر الشرطة للتدخل لفك الإشكال بينهم.

ودخل البرازيليون اللقاء وهم خائفون على مصيرهم في ظل غياب نجمهم نيمار بسبب كسر في إحدى فقرات ظهره، إضافة إلى القائد تياجو سيلفا للإيقاف.

وكانت البرازيل تمني النفس بطرد شبح نهائي 1950 الذي خسرته على أرضها أمام جارتها الأوروجواي فيما أصبح يعرف بـ"ماراكانزو" لأن المواجهة أقيمت حينها على ملعب "ماراكانا"، لكن الآن هناك مصطلح آخر استعمله المعلقون البرازيليون وهو "مينيرازو" في إشارة إلى ملعب "مينيراو" الذي أقيمت عليه مباراة ألمانيا.

والإهانات التي وجهت إلى الرئيسة روسيف تظهر ذيول التظاهرات والاضرابات والاعتصامات التي حصلت قبيل انطلاق النهائيات وحتى خلالها احتجاجا على الوضع الاجتماعي الصعب وعلى إنفاق 11 مليار دولار لاستضافة هذا الحدث.