يستغل عدد من الشباب السعودي الذي يعاني من السمنة المفرطة شهر رمضان بالخضوع لعملية تكميم المعدة لتخفيض أوزانهم في هذا الشهر، حيث تتطلب العملية الالتزام بنظام غذائي معين لمدة شهر، معتقدين أن الصيام يساعدهم على الالتزام بهذا النظام.

"الوطن" رصدت عشرات الشباب الذين يلجؤون إلى بعض المستشفيات في عمان، للخضوع لهذه العملية التي لاتستغرق إلا يوما واحدا، وشهد شهر شعبان كثافة في سفر هؤلاء الشباب للعاصمة الأردنية، والتي اشتهرت بوجود عدد من الأطباء المتخصصين في إجراء هذه العملية.

يقول حمود العلي: "حرصت على الخضوع لعملية تكميم المعدة قبل رمضان، لأن هذا الشهر مناسب للحمية، حيث يساعد الصيام على الالتزام بالاشتراطات الغذائية، والبداية الجيدة مع تخسيس الوزن".

عبدالرحمن الخالدي يرى أنه أحسن اختيار توقيت الخضوع للعملية، وهو قبيل رمضان بأسبوع، حيث يغلب على الشهر الأول بعد العملية شرب السوائل.

ويحدد استشاري جراحة السمنة الدكتور عايض القحطاني متطلبات إجراء جراحة تكميم المعدة، ويقول: "إن متطلبات إجراء جراحة التخلص من السمنة تكمن في أن يعاني المريض من البدانة الشديدة، أو كان مؤشر السمنة لديه 40 أو أكثر، أو يعاني من بعض المشاكل مثل النوع الثاني من مرض السكري، أو مشاكل النوم، أو انقطاع التنفس، أو ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، والدهون الثلاثية، ونسبة هرمون الأنسولين في الدم، أو أمراض أخرى مثل تشمع الكبد، ومشاكل المفاصل، والعمود الفقري، وحرقة المعدة والمريء، كذلك عدم التمكن من القيام بالنشاطات اليومية، والتبول المتقطع نتيجة لضعف في المثانة، وتدني مستوى الحياة بسبب زيادة الوزن، وتأثير ذلك علي الحالة النفسية بشكل خطير فيفكر في الانتحار لا قدر الله"، مشيرا إلى أن مايعزز جراحة السمنة أيضا محاولات المريض الالتزام ببرنامج حمية غذائية دون نتيجة.

وأضاف أن "على من يخضع لتكميم المعدة أن يكون غير مدخن، أو مستعد للإقلاع عن التدخين قبل الجراحة بستة أسابيع على الأقل، وعدم وجود أي عوائق صحية تمنع عملية التخدير، وأن يكون على ثقة من فهمه هو وعائلته للعملية الجراحية، وما يترتب عليها من تغييرات في نمط الحياة على المدى الطويل، بالنسبة للغذاء، والعادات الصحية المتبعة بعد العملية".

وعن طبيعة العملية، بين الدكتور القحطاني أن "عملية تكميم المعدة، أو قصها، أو تصغيرها يتم فيها إزالة من 70% إلى 80% من المعدة، بحيث يكون الشكل المتبقي على شكل أنبوب، مما يؤدي إلى نقص في كمية الغذاء المتناول، وبالتالي نقص الوزن، والجزء المزال من المعدة يحوي الخلايا المختصة بإفراز هرمون القريلن المسئول عن الشعور بالجوع"، مشيرا إلى أن المريض يغادر بعد 48 ساعة من إجراء العملية.