كانت سياسة التعليم عندنا تقوم على مبدأ "العصا والجزرة" أو الثواب والعقاب، وكانت تنجح في بعض الأحيان وتخفق في أخرى، لكننا ومنذ مدة ليست بالقليلة، لم نعد نسمع للجزرة ذكرا، واقتصر الأمر على العصا، التي بدأ يألفها الطالب مع مرور الوقت، إن مبدأ الثواب والعقاب ليس مجديا دائما، لأن الأمر يتعلق بالمحفزات الخارجية، لكن ماذا يحدث عندما يتم الاهتمام بالمحفزات الداخلية، كالانجذاب تجاه شيء ما وتفضيله، يقول المحلل المهني دان بينك (تدور المحفزات الخارجية، حول الجزر والعصي. وذلك لا بأس به في الواقع لكثير من مهمات القرن العشرين. لكن لمهمات القرن الواحد والعشرين، تلك الطريقة الميكانيكية ذات المكافأة والعقاب لا تنجح)، وذلك طبيعي جدا، فحيث تنمو المعرفة والإلمام بجوانب شيء ما بشكل كاف، يجعل الأشخاص يعمدون إلى تكوين فكرة عما يحبون القيام به وتكبد المشاق لإنجازه، وعن الأشياء التي لا يرغبون القيام بها البتة، حتى وإن ارتبطت بالمكافآت المادية والمغريات، إن لم يتعلق الأمر بالاستمالة الوجدانية الداخلية لهذا الأمر.

لذلك ليت التعليم يهتم بإيجاد بيئة مشوقة ملهمة، تجذب المتعلمين ذاتيا، دون الاتكاء على كفة واحدة مكسورة من نظرية غير مجدية في الغالب، وإن أجدت ظاهريا، فالناتج عادة ما يكون غير مجد وغارقا في التقليدية.