حذر مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من وجود حملات صليبية لتشتيت الأمة الإسلامية وإضعاف كيانها وطمس معالم الدين من قلوب الناس، ومن ذلك ما تتعرض له القارة الأفريقية كسائر دول الإسلام من محن وحملات منظمة الهدف منها إقصاء المسلمين فيها، وإبعادهم عن دينهم وتشكيكهم فيه والطعن فيه، داعيا الجميع إلى تقوى الله - عز وجل - والتعاون والتناصح واستشارة البعض حتى لا يتمكن الأعداء من المسلمين.

جاء ذلك.. خلال استقباله في مكتبه أمس عدداً من دعاة قارة أفريقيا المشاركين في الملتقى الثالث والعشرين للجنة الدعوة في أفريقيا تحت عنوان (الحوار) بحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين، رئيس لجنة الدعوة في أفريقيا الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد، والأمير خالد بن بندر بن سلمان بن محمد، وأعضاء اللجنة الدكتور إبراهيم أبوعبـاة، والدكتور محمد الصامل، والشيخ صالح الفاضل.

وأفاد آل الشيخ بأن ما وقع في ساحل العاج من قتل للمسلمين لا بد أن ينظر فيه، ومعرفة الأسباب والدواعي التي أدت له، وتشخيص العلاج لمكافحة العدوان، وأن يتم إيجاد الحلول وتنشر لعل الله أن يوفق الجميع لقبولها، فالأمة إذا تركت الأمر على ما هو عليه أهلك الأعداء المسلمين، وقضوا عليهم، ولكن إن كان هناك وعي وانتباه ويقظة استطاعوا بتوفيق الله أن يخلصوا شعوبهم من هذه الضلالات والأباطيل، وتوحيد الصف وجمع الكلمة على الخير والهدى.

وأشار المفتي العام إلى أن دين الإسلام يدعو الجميع إلى التعاون والتساعد على ما يعود بالفضل على الفرد والجماعة بالخير، مستشهدا بقول الله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، وقوله جل في علاه "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"، مبينا أن الله - عز وجل - استثنى من الخسارة هؤلاء المؤمنين الذين كملوا أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح ثم كملوا غيرهم بدعوتهم للحق والصبر والثبات عليه.

وأوضح آل الشيخ أن لقاء المسلمين بعضهم مع بعض يزيد المودة والمحبة ويقوي التواصل والأخوة بين أفراد المسلمين، مستدلا بقول الله تعالى "إنما المؤمنون إخوة"، وقوله "واعتصموا بحبل الله جميعاً" والذي دل على أن الأخوة فيما بيننا هي بالدين، وأن رابط الإيمان وأخوة الإسلام فوق كل الروابط لا يفرق بنا لا النسب ولا العرق ولا اللون ولا الإقليم.

وعبر عن أمله في أن يحقق الملتقى أهدافه بحيث يكون عند المسلم الوضوح في الرؤية والتصور، وأن يخاطب الناس على قدر عقولهم وأفكارهم ويسمع ويعي ما يقال له ويفكر تفكيراً سليماً لأن الله - جل في علاه - أمر بالتدبر والاعتبار في القول لأن المطلوب في الحوار بين المسلم وإخوانه أن يناقشوا ما يُشكل عليهم، كما أنه مطلوب في الحوار الذي يتم بين المسلم وغير المسلمين في إقامة الحجة عليهم.

وقال المفتي: لقد شرف الله المملكة بهذا الدين القيم وبتحكيم الشريعة والعمل بها وتطبيقها ثم شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، فرعت الحرمين أحسن رعاية، وقامت بالدعوة إلى الله وفتح مراكز إسلامية وإعانة المسلمين والوقوف معهم في شدائدهم وكرباتهم، وتنظم المملكة المؤتمرات واللقاءات لأنها بلد إسلامي يلتزم الشريعة الإسلامية وتطبيقها في الأحكام وإقامة الحدود.

وبين المفتي العام أن الحوار ينفع بأمرين إن كان بين المسلمين فهو حوار صادق يهدف المسلمون لتبصير إخوانهم وتوعيتهم وإزالة ما علق في أذهانهم من شبهة باطلة وآراء شاطحة وأكاذيب ملفقة على المسلمين في عباداتهم وصلاتهم، والأمر الثاني إن كان مع أعداء هذا الدين، فالحوار معهم لإقامة الحجة عليهم حتى تبلغ الحجة وتنقطع المعذرة، ومن بلغه القرآن فقد قامت حجة الله عليه لأن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم فيه الدعوة لتوحيد الله وإخلاص الدين والرد على كل مشبه.