لم أعد أقوى على الحراك كما كنت، وما سأكتبه هنا سيكون تنفيسا لمواطنة أتعبتها تحركات جيران كان يفترض أن تكون علاقتهم بنا علاقة إخوة ورحم، أما عن الضربة التي حدثت من خلال التحالف ضد النظام السوري وتنظيم "تاعس" وأعني هنا "داعش" وما سيحدث بعدها من ضربات، فلن تخفف عني هذا التعب، فهؤلاء ليسوا آخر همي فأنا أعتقد أن هناك من يترقب تحركات كافة الأطراف ويتمنى إصابتنا في مقتل، فأعداؤنا مع الأسف قد تمركزوا في الشمال والشرق والجنوب وهناك من هو بعيدا عنا ويأمل أن تقع بنا المكاره، وسيصفق عند حدوث ذلك معاذ الله أن يحدث، والله خير حافظ.

الكيان الصهيوني هو الجمهور المجشع للفريق المعادي، ولو من خلف الجدران، إيران الممولة والمدربة والمحفزة للغالبية إن لم يكن كل إرهاب يقع في المنطقة، اليمن التي كانت سعيدة والتي أصبحت سعادتها طي النسيان، تحولت وبسبب أفراد يتحركون بهمجية مقززة وهم يدعون أنهم وراء الحق سائرون وهم بعيدون عنه بعد المشرقين، أما أرض سورية والعراق أرض الحضارات وقف لها التاريخ بالكثير من الاعتزاز فقد أصبحت ملطخة بدماء أهلها بسبب جماعات استخدمت ديننا الحنيف عنوانا لها وهو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

بالله عليكم.. أما تعبتم من هذا الغباء الارتجالي لتحركات الهمجية، وهذا الإسفاف، وذاك الجهل المتمكن من هؤلاء وأولئك، ألا يفترض أن يهب العالم في مواجهة أفراد حكموا بالقتل لأي شخص ولو كان محايدا اختار عدم المشاركة في هذا الصراع، فلا يهمهم أن يكون مسالما موحدا عابدا صائما قائما كما يدعون، المهم أن يتبنى فكرهم الهدام، المهم أن يحمل السلاح ويوجهه لمخالفيهم وبغض النظر عن القبلة التي يتوجهون إليها.

ومن هنا أرسل أملي للتحالف ضد نظام بشار و"تاعس" بألا يهمل ما يحدث على الأرض اليمنية قرب الحدود الجنوبية الملاصقة للمملكة العربية السعودية، ففي ساعة غفلة قد تتحرك عقاربه تريد تسميم أجوائنا ونحن في موسم يعد بالنسبة لنا أهم مواسمنا السنوية؛ حيث نفتح كافة أبوابنا وقلوبنا لاستقبال مئات الألوف من الحجاج ضيوف بيت الله الحرام والقادمين من مشارق الأرض ومغاربها، والذين يدركون أنهم بحول الله سيكونون محط رعايتنا وحمايتنا.

على هذا التحالف أن يدرك أن "نشار الأسد" يعمد إلى تنمية وتغذية الجماعات الإرهابية التي تفرخت تحت جناحه متطلعا لتصدير شراراتها إلى الدول المجاورة، وهو يتطلع ليل نهار لتحرك أذنابها في بلادنا وخاصة في هذه الفترة من الزمان، فهو لن يتورع في تهديد الأرواح ونشر الفزع في أوساط الحجاج لو استطاع إلى ذلك سبيلا.

أما الحوثيون الذين يغض البعض منا الأنظار عنهم هم أشد خطرا مما يظنون، فهم وحوش يرتدون ثياب بشر، وسرعان ما سيشتد عودهم لو تجاهلهم العالم وتركهم يتكاثرون ويصبحون فايروسا مستهجنا يصعب القضاء عليه، وتحركاتهم على الأرض اليمنية تبين توجههم المدمر.

المحزن كمواطنة تعبت ولست إلا متابعة للأحداث من بعيد، فهناك من سخر نفسه - بعد الله سبحانه- لحمايتي وحمايتنا جميعا جزاهم الله عنا خيرا، وهمي الذي أحمله وأحاول جاهدة نسيانه، فأبذل جهدي في الانشغال بأمور حياتي اليومية تاركة متابعة الأخبار قدر الإمكان فأنجح تارة، وأفشل تارة، فهناك من هو حريص على تنغيص حياتي بإسماعي أخبارا مقلقة، وبشكل يكاد يكون دوريا، ومع أني أدرك أنه يفعل ذلك من باب غيرته على بلادنا وبلاد المسلمين إلا أني أتمنى أن يتركني أستريح ولو لأيام.

وعن السبب الكامن وراء كتابتي إليكم تلك الهواجس المتضاربة، فلأنكم وعبر السنين المتعاقبة أصبحتم أصدقائي الذين أسر إليهم بما في داخلي فأستريح، ولو كان رأيكم مخالفا لما أذهب إليه، معكم أشعر أني أتحدث بصوت عال، فالمعذرة إذا أثقلت عليكم كما يفعل بعضهم معي.. فأنتم جزء من دوائي بعد الله سبحانه.

وفي هذا الصدد هناك أمر أتمنى على الإعلام الاهتمام به، وهو متعلق بجنودنا البواسل عند مشاركتهم في الحروب دفاعاً عن الوطن، إذ لا داعي لإظهار صورهم والتعريف بهم، فهذا الأمر مخالف للاستراتيجية الناجحة بعيدة المدى للمعارك، فإظهار القادة والمتحدثين الرسميين أمر مبرر تكتيكيا، أما الجنود فما العلة من إظهار صورهم وأسمائهم على صفحات الإعلام، واعتقد أن من الحكمة أن نبقي مثل هذه الأمور طي الكتمان، إذ يكفي ذكر تعدادهم ونتائج تحركاتهم، أما أسماؤهم وصورهم فلا توجد علة واضحة لذلك؟ فالخوف من أن يتحولوا إلى مستهدفين بأشخاصهم حفظهم الله وردهم لنا سالمين، وحقق النصر لنا ورد كيد أعدائنا في نحورهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.