للعام الثالث على التوالي يختفي المسلسل الديني عن خرائط الشاشات الفضائية، بعد أن كان شهر رمضان المبارك الموسم الرسمي لعرضها على الشاشات، فمنذ عشرات السنين كان المشاهد المصري والعربي على موعد مع المسلسل الديني في رمضان، في ظل حرص شركات الإنتاج ومن ورائهم الفنانون، على تقديم أكثر من عمل درامي ديني خلال الشهر الكريم، وكان لغياب الأعمال الدينية انتشار واسع للأفكار المتطرفة داخل المجتمع المصري والعربي.
المنتج الفني عصام شعبان أرجع السبب في تلك الأزمة إلى سيطرة وكالات الإعلان على توجهات الدراما، والتي أفرزت جيلاً من النجوم لا يتقنون اللغة العربية، في وقت تفرض فيه شركات الإنتاج الاستعانة بهؤلاء النجوم، كشرط للموافقة على إنتاج العمل، ومن هنا لا يوجد محل لمسلسل ديني على خرائط شركات الإنتاج التي تبحث عن تسويق العمل.
أما الفنان محمد رياض، فأكد أن هناك حالة خلل تعاني منها المنظومة الإنتاجية في مصر خلال السنوات الأخيرة، والتي تؤدي بالضرورة إلى النتائج التي نعيشها الآن مع شاشة خالية من هذه النوعية من المسلسلات، التي كان شهر رمضان موسما لعرضها على الشاشة، وذلك بعد ظهور جيل من المنتجين الجدد، ممن ليست لهم علاقة بالدراما أوالفن، وينظرون للأمر بمنطق التجارة والمكسب فقط.
من جهته، كذب الناقد طارق الشناوي، حجج المنتجين بأن الأعمال الدينية يصعب تسويقها للفضائيات ومن ثم يحجمون عن إنتاجها، مشيراً إلى أن الأعمال الدينية لها جمهورها العريض في مصر والعالم العربي، بل وعلى العكس فإن المسلسلات الدينية في كثير من الأحيان تنجح في سحب البساط من تحت عدد من الأعمال الدرامية الأخرى، مدللا على ذلك بمسلسل "عمر بن الخطاب".
وأكد رئيس قطاع الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، المخرج أحمد صقر، وجود استعدادات للعودة بقوة في مجال إنتاج المسلسل الديني، اعتبارا من شهر رمضان القادم، وذلك كجزء من عمليات إصلاح القطاع الجارية الآن، مشيرا إلى أن الفترة الماضية كان الاهتمام منصبا على سداد ديون القطاع، التي تم سداد آخرها قبل شهر رمضان، وكانت مستحقات للعاملين في قطاع الإنتاج المصري في الأولوية، وأنه سيبدأ في العمل على خطة الإنتاج بعد نهاية شهر الصيام.
وطالب صقر بتشجيع المنتجين على تقديم أعمال دينية خلال الفترة المقبلة، معدا أن غياب تلك الأعمال عن الشاشات خلال السنوات الماضية كانت ضمن أسباب انتشار الأفكار التكفيرية في المجتمع المصري والعربي، خاصة أن للفن رسالة سامية، ويعد من أسرع الوسائل لمعالجة الخطاب الديني.