في محاولة من معاليه لتبرير قراره الشخصي بإلغاء المشروع المعتمد "شقيق 3"، أخذنا معالي وزير المياه إلى "الباب العالي" الغالي، الذي نحترمه ونحبه حد جنون العشق ليقول لنا: إن القرار تم بتأييد من المقام السامي الموقر.
ونحن سنقول: لا، يا معالي الوزير لأن قصة المشروع الملغى مدونة في ملف ضخم لا يسمح لمعاليك بأن تهرب من تبعاته إلى تحويلة جانبية على الطريق لتقول إنه قرار المقام السامي؟ المقام الأسمى لم ولن يؤيد إلغاء مشروع معتمد يهم ويمس جانباً من حياة ملايين المواطنين. لا، يا معالي الوزير: هذا الشعب بأكمله اعتاد الخير والتنمية، وفي هذا العهد المبارك، في هذا "الجنوب"، حصلنا على خمس جامعات و23 مستشفى وعشرين طريقاً مزدوجاً، فلا نقبل منك أبداً أبداً أن تقول إن المقام السامي ألغى مشروعاً معتمداً لمستقبل الأمن المائي لقطاع واسع من الشعب. نحن هنا لن نقبل أبداً أن تقول لنا إن المقام السامي يؤيد ألا نشرب!
صاحب المعالي: يحتار قاموسي اللغوي في توصيف القصة كي نشرح تفاصيلها للرأي العام بكل اللياقة والأدب الذي يستحقه معاليك. فوصل قاموسي إلى الكلمات التي تقول إن تصريح معاليكم إلى هذه الصحيفة بالأمس اعتساف للوقائع. أنتم يا صاحب المعالي أول وآخر من أصرّ على إلغاء المشروع، وأنتم أول من يعرف أنه قرار "فرداني" شخصي بقلم معالي الوزير. حتى وزارتكم الموقرة وكل أركانها بريئة من هذا القرار ولا دخل لهم به. أنتم أول من يعرف أنه قرار شخصي من معالي الوزير ونحن هنا بالملايين في هذا الجزء من الوطن أكثر من يعرف أننا من سيدفع في المستقبل القريب ثمن هذا القرار، وربما تكون يومها عزيزاً مكرماً تشرب الماء الزلال متقاعداً في منزلك. أنتم يا معالي الوزير، أول من يعرف معارضة أحفاد عبدالعزيز، من الأمراء محمد بن ناصر، وفيصل بن خالد، لقرار إلغاء المشروع، وأول من يعرف تاريخ هذين الرمزين مع المكاتبات والاجتماعات التي تمت مع معاليكم، وأنت أول من يعرف أننا لو حملنا كل هذه الأوراق والوقائع إلى مقامنا السامي الأعلى الأغلى "سوياً" لما ضن علينا أبداً أبداً أبداً بمشروع حياة ومستقبل، ومعتمد بملياري ريال في سنوات خمس: نحن سنقبل أي تبرير تقوله ولكن: إلا المقام السامي.