أربعةٌ وثمانون عاماً خضراء زَرعت في جسد جدي ووالدي ثم في جسدي وبإذن الله جسد ابنتي وأحفادي بلايين من بذور حُبٍ ينبض فقط باسم الوطن، منذ أن كانت أراضي الوطن صحراء ذهبية تتساقط عليها قطرات عرق من بنوا المجد ثم انتقلوا إلى رحمة الله، ونحن نردد اللهم احفظ هذه الأرض الطيبة وأكرم أهلها ومن سكنوها ومن بنوها ومن عاش على أرضها آمنا مطمئناً إلى يوم الدين، ولأن حُب الوطن ليس مجرد شعارات أو ألوان أزين بها وجهي أو أصبغ بها سيارتي وأوشحها باللون الأخضر فقد قررت أن أحتفل بطريقتي وأدعوكم بالاحتفال معي وأرجوكم رددوا خلفي واعقدوا العزم هذه المرة على اختيار الاحتفال الحقيقي بالوطن، لذلك سأعاهد الله وأخاطب وطني وأقول عهدٌ عليّ يا وطن بأن أصونك وأن أحارب الفساد والفاسدين، وألا أقبل أن أكون جاهلاً بواجباتي تجاه وطني قبل أن أطالب بحقوقي، وأعاهد الله ألا أرمي القمامة من شباك سيارتي ثم أطالب بحسن نظافة الشوارع، وأعاهد الله ألا أخرق النظام باسم الشفاعة والمحسوبية، ثم ألعن الواسطة حين أشاهدها أمامي، عهدٌ عليّ يا وطن أن أسل سيفي في وجه كل من يشوه وطني دون حق، عهد عليّ أن أخدم الحجيج وأرفق بهم ولا أستغلهم مادياًّ باسم التجارة، وأعاهد الله على الابتعاد عن كل مواطن الشبهة وكل ما يجر بلادي إلى ويلات الطائفية أو العنصرية أو صراعات سياسية ليس لبلادي فيها لا ناقة ولا جمل.

وطني نعم قد أُحبك حباًّ يفسر بأنه حُب من طرف واحد لكنك والله بكل ما فيك أغلى تراب الأرض عندي.

خاتمة: علقوا علم المملكة فوق بيوتكم فالفرحة في يوم الوطن ترياقٌ يحصن البلاد من سُم المتربصين.