حشد الباحث عبدالرحمن الرفاعي مئات الصور الفوتوجرافية، ضمن مسودة كتاب يعده تحت عنوان "مدينة جازان بين استقراء التاريخ واستنطاق الصور"، ينتظر أن تصدره دارة الملك عبدالعزيز، مطلع العام المقبل 1436. وأبدى الرفاعي الملقب "بعاشق الجنوب" في لقائه بمراسل "واس"، اعتزازه بتاريخ جازان المدينة وجازان المنطقة، والذي يأتي ضمن تاريخ المملكة العريق، موضحا أن تلك الصور النادرة تشكل ملامح حقبة قديمة من تاريخ جازان، وتشير لحقيقة تلك الحياة في فترات من القرن الماضي، وتحكي تحولات تاريخية. ويبرز من بين الصور "الحافة" أحد أحياء جازان، والمشهورة حالياً بحي الشامية، حيث تظهر في الصورة ساحة لبيع "القصب" وهو أكل المواشي، فيما يظهر في صورة أخرى يعود تاريخها لعام 1355 امتدادا لحي المحناط وهو مكان تجميع أكياس الحبوب والذرة. وتبدو في أحلى الصور النادرة محطة بنزين القوارب وسط البحر منذ عام 1390، حيث تصطف القوارب للتزود بالوقود، قبل انطلاق إلى رحلات الصيد البحرية، في الوقت الذي قدمت فيه صورة لأزقة الأحياء الشعبية القديمة لمدينة جازان بساطة وعفوية تلك الأحياء التي كانت تنتصب فيها العشة المخروطية والأكواخ الطينية. ومن بين الصور أيضا، صورة تحكي أقدم "مصبغة" لصباغة الملابس في جازان، وصورة أخرى للسوق الداخلي، فيما تعبر صور أخرى عن نشاطات مسرحية وبرامج كشفية ومنتديات ثقافية وأدبية لطلاب مدارس جازان خلال القرن الماضي، فضلا عن نشاطات رياضية واجتماعية أخرى.
يشار إلى أن مدينة جازان، العاصمة الإدارية لمنطقة جازان، في جنوب المملكة الغربي، حظيت باهتمام الباحثين في التاريخ القديم للمدينة، التي مثلت على ساحل البحر الأحمر مركزا حضاريا على امتداد حقب زمنية متعاقبة على منطقة، تميزت بتراث وحضارة انبسطت للباحثين تبعا لإنسان جازان البسيط، الذي أطل ذات زمن من كوخه الطيني، وعشته المخروطية، ليطوع موارد الطبيعة.