أكد أستاذ الدراسات العليا الشرعية بكلية الشريعة بجامعة الطائف فهد الجهني، حرمة استباحة دماء المسلمين، خاصة في شهر رمضان.
وقال الجهني لـ"الوطن": لا شك أن حفظ النفس من الضروريات والكليات المحفوظة في كل الشرائع، ولقد تواترت النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، التي لا يجوز فيها إزهاق النفس المعصومة سواء كان مسلما أو غير مسلم بغير وجه حق.
واستشهد الجهني الخبير بالمجمع الفقهي الإسلامي الدولي لمنظمة التعاون الإسلامي بقوله تعالى "ومن قتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما". وأضاف: "لا شك أن العقاب في الآية الكريمة يدل دلالة واضحة على شناعة الجرم المحفوظة بالنصوص الشرعية".
واعتبر الجهني أن الخلفية الشرعية التي تقع على الهجوم الذي تعرض له رجال الأمن عند منفذ الوديعة، يحمل زاويتين مهمتين – من قبل المهاجمين- الأولى الجهل التام والكلي بأحكام الشريعة الإسلامية الغراء وما تحمله من حفظ تام لدماء المسلمين المعصومة، أما الخلفية الثانية، فهي الإجرام الواضح والنفس الشيطانية التي استولت على المهاجمين، حيث تجاوزوا فيه الحدود الشرعية الإسلامية، وتجاوزوا أيضا الحدود المنطقية العقلانية، غير آبهين بحرمة الزمان (شهر رمضان)، وحرمة هذا الفعل الشنيع".
وأكد الجهني أن الإسلام بريء تماماً من هذه الأفعال، محتسباً رجال الأمن الذين قضوا شهداء عند الله، وأضاف أن الحكم الشرعي الوارد بنصوص الكتاب السنة فيمن استباح الدماء، يقع بين إطارين شرعيين، الأول من أقدم على هذا الفعل بجهل تام أو تأويل يرى فيه الباطل حقاً، والحق باطلا، فقد توعدهم الله وفقاً للآية الكريمة السالفة الذكر، بالخلود في جهنم". في المقابل أن من رأى فيه استباحة دماء المسلمين، فأمثال هؤلاء يقعون في زاوية من رد النصوص الشرعية المعتبرة في الكتاب والسنة، والدخول والعياذ بالله في دائرة الكفر".