في وقت تكالبت الانتقادات الحادة والهجوم المحموم على الإسباني "لوبيز كارو" مدرب منتخبنا الوطني، سواء في قضيته الشائكة مع عبدالله العنزي حارس مرمى فريق النصر، أو مستوى المنتخب ونتائجه مع تصاعد حمى المطالبة بإلغاء عقده، إلا أنه قدم درسا خاصا في الوصول إلى الحقيقة، وإبطال كل ما قيل عنه لا سيما "شخصنة الأمور"، ولم يجد بدا من الاجتماع بعبدالله العنزي في وجود القائد المخضرم حسين عبدالغني؛ لقطع دابر ما أثير حول عدم ضمه في وقت سابق لعبدالله العنزي، وصولا إلى تصريحه الشهير بأن سبب إبعاده من قائمة لندن يعود إلى شعوره وإحساسه بأن العنزي "لا يريد المنتخب".

اجتمع معه ليبطل أي أقاويل وليكون الحديث "وجها لوجه" لا هذا يسمع ما قيل وقال، ولا آخر يترجم خطأ، ولا ثالث ينقل ما يروق له، ولا رابع يتوجس أن فلانا له موقف شخصي، ولا خامس يعيد حكايات لاعبين سابقين...!

لوبيز بهذا الاجتماع قدم درسا حضاريا في طريقة التعامل والعمل كمدرب يجب أن يكون هو المسؤول الأول والأخير عن الاختيارات، ما لم تكن هناك قضايا تختص بالجانب الإداري.

لوبيز الآن سيكون تحت مجهر "النقد الفني" فقط، بعد أن أقفل ممرات التطاول عليه من بعض من كانوا يجلدونه بأمر الميول، وهذا اللاعب من نادينا، وذاك اللاعب من النادي المنافس، ولكنني "لا أجزم" بتوقف النقد لأغراض غير فنية، فقد يخرج إعلاميون ونقاد منتمون لأندية أخرى يحاصرونه بتوجس الخضوع لمن أمطروه نقدا وقدحا بسبب عدم ضم العنزي، والحال يمتد إلى مسؤولي الأندية ولا سيما الكبيرة، وهذا واضح وجلي في تصريحات صريحة "متفذلكة"!

وفي هذا الإطار، لا أستبعد أن يصاحب اختيار حسين عبدالغني، بعد اجتماعه به، معارضات وردود فعل مضادة واتهامات، ولا سيما أننا مقبلون على دورة الخليج الـ22 بالرياض، التي دائما ما يكون التعامل معها إعلاميا غير إيجابي، ومن السهل أن نقلب الدنيا على الأخضر ولو بسبب خطأ عادي.

ويستحق عبدالغني الثناء على مجهوده الوافر ومستواه الفني المتقد، لكن من واجبه في هذا السن والخبرة أن يحذر كل الحذر من بعض سلوكياته التي تحرجه في مواقف كثيرة.

وفيما يخص لوبيز "فنيا"، فإن الغالبية وبنسبة طاغية غير مقتنعين بعمله، خاصة في المباريات الودية، وآخرها أمام أستراليا رغم أن المنتخب استعاد ثقته، وكاد أن يعادل النتيجة 3/3 بعد أن كان متأخر أول ست دقائق بهدفين، ولعب بحيوية مع أخطاء في الدفاع ومراكز بعض اللاعبين.

ولوبيز الذي أسهم في إعادة الحياة لأخضرنا وتجاوز مرحلة التصفيات التمهيدية لكأس آسيا 2015 بنجاح تام، مازال تحت مقصلة النقد إلى حد المطالبة ببديل يجهز المنتخب من الآن لبطولة آسيا في يناير 2015، متخوفين من أن "يفشل" في كأس الخليج التي ستستضيفها الرياض في نوفمبر المقبل، وبالتالي لن يكون الوقت مساعدا على التغيير.

وعلى الرغم من أن مجلس اتحاد القدم أعلن في آخر اجتماع أنه مقتنع بعمل المدرب ونتائجه، إلا أن الهجوم مازال محموما، وهذا يضر بإعداد منتخبنا لكأس الخليج. وشخصيا في حيرة أمام نتائج المنتخب الإيجابية في المباريات الرسمية، والتخوف من المستقبل في ظل إصرار المدرب على بعض اللاعبين في مراكز غير مراكزهم، وبعض الخيارات التي يوجد أفضل منها، وفي حال أي إخفاق أو عدم توفيق سيكون اللوم كبيرا على من اتخذ القرار، وحتى في حال الفوز بكأس الخليج لا أستبعد أن يصر بعض النقاد على موقفهم، وأن بطولة آسيا أصعب كثيرا من الخليج، علما أننا نسير في تصاعد، ولم نصل إلى القناعة التامة بأننا في مستوى التحدي مع أبطال القارة. بالتوفيق لأخضرنا.