أكد عضو هيئة كبار العلماء علي بن عباس الحكمي، أن من ترك العمرة أو أخرها في شهر رمضان بنية دفع الضرر عن نفسه وحماية الناس كتب له أجر العمرة.
واستشهد الحكمي بالحديث الذي رواه عبدالله بن العباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي" حديث صحيح ورواه البخاري ومسلم، وهذا لا يعني أن الإنسان يكلف نفسه ما يطيق أو أن يتسبب في حرج على نفسه أو على غيره ولكن بقدر الاستطاعة، وما يحقق المقصود الشرعي دون إلحاق الضرر به وبالمسلمين، خاصة وأن الوسائل الإعلامية في هذا العصر متاحة عبر قنوات التواصل الاجتماعي وغيرها تظهر مدى الزحام الشديد في الحرم، ومن نوى تأخره عن أداء العمرة في شهر رمضان من أجل حماية الناس من الضرر فإن شاء الله يكون له الأجر من العمرة كما لو أنه اعتمر.
وأوضح الحكمي في تصريح لـ"الوطن"، أن شهر رمضان شهر خير وموسم تجتمع فيه جميع العبادات فالصيام وهو الركن الأعظم في هذا الشهر بالإضافة إلى الصدقة، كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، كما في حديث ابن عباس كان أجود من الريح المرسلة، فهو شهر الصوم وشهر الصدقات والصبر وشهر البر والإحسان، ومن أهم الدروس في شهر رمضان هو الصبر على الطاعات، لأن المؤمن يمنع نفسه من المباحات أكثر من 14 ساعة وهو تعويد على الصبر على تأدية الطاعات في وقتها كالصلاة.
وانتقد الحكمي بعض السلوكيات التي يقترفها شباب في شهر رمضان قائلا: إن الكثير من الشباب يسهرون في ليالي رمضان "وهو مباح" إلا أنه يترتب عليه ضياع كثير من الفضائل في شهر رمضان، كما أن البعض الآخر يكون سهره على محرم كمشاهدة المسلسلات الإباحية والغريب والأحرى بالمسلم الذي لبى نداء الله في هذا الشهر الفضيل ومنع نفسه من المباحات في نهار شهر رمضان من الأكل والشرب والنكاح وغيره أن يلتزم الصيام في الليل عن المحرمات، كون السهر سيترتب عليه عدم القيام بالركن الثاني من أركان الإسلام وهي الصلاة وعدم القيام بها وأدائها في أوقاتها، فهنا يأتي بفريضة ويترك فريضة، حيث إن صبر المؤمن على الطاعة بمعنى القيام بها على الوجه المطلوب، والصبر على المعصية بمعنى تركها والصبر في تعامله مع المسلمين بمعنى أن يكون حسن الخلق مع الناس لا يجعل من الصيام ذريعة ليسيء للآخرين.