محتسبون يزيلون شاشات عرض المونديال؛ منعا للاختلاط في مدينة "الورد الطائف البهية"، هكذا أوردت إحدى الصحف المحلية عنوانا لخبر مثير يدعو للتوقف أمامه، وطرح علامة استفهام كبرى أمام ما حصل من تجاوز وعبث.
شباب تجمعوا بأماكن خصصت لهم لمشاهدة الحدث الكروي الأكثر إثارة في العالم أجمع، سئموا من نشرات الأخبار وخبايا السياسة وخرجوا للاستمتاع بمشاهدة منتخباتهم المفضلة، وبكل بساطة تأتي ثلة خارجة عن القانون تختبئ خلف مفردة "الاحتساب" لتنهي كل شيء وتزيل شاشات العرض المخصصة لنقل مباريات كأس العالم غير مكترثة وغير آبهة بالأنظمة والقوانين بذريعة منع الاختلاط.
حقا الحدث جلل ومثير للاستغراب مازالت "فئة المحتسبين" تسرح وتمرح وتعبث وفق رؤاها الضيقة؛ لوأد كل خطوة فرح تنمو هنا وهناك، في معرض الكتاب وُجدوا، وفي الابتعاث رفضوا، ولعمل المرأة أنكروا وحاربوا.
أبعاد تلك الخطوة تتجاوز إزالة شاشة بحديقة حكومية أمام الملأ، غياب القوانين الرادعة سيسهم في تطاولهم مجددا على حياتنا بشكل لا يليق.
المملكة العربية السعودية بقائد مسيرتها ورائد إصلاحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قرر المضي قدما في مسيرته المباركة، ممسكا بعدالة الإسلام السمحة، قفز بنا مئة خطوة إلى الأمام، وأغلق الأبواب أمام ضجيج تلك الفئة المصابة بفوبيا "التغريب"؛ لذلك حان الوقت لإيقاف تلك الفئة المهووسة وتقديمهم للعدالة، لنقول لهم بصوت واحد: لن نعود إلى الخلف من جديد، ولا مزايدة على ديننا وثوابتنا.