الفجيعة الفنية كبيرة جدا، ليس لوفاة الفنان المبدع والجميل خالد صالح قبل أيام، فقط، وإنما لأن الراحـل، عجينة فنية عالية الجودة، ولسبـب آخـر مهم جدا، وهو قصر العمر الفني للفنـان خالد صـالح، الـذي لا أظـنه تجـاوز من 8 إلى 10 سنـوات.
الذي ربما لا يعرفه الكثير من المهتمين بالشأن السينمائي والفني، هو أن خالد صالح رجل أعمال وتاجر في الأساس، ولكم أن تتخيلوا، أنه لم يبدأ عمله في المجال الفني، إلا في أواخر الثلاثينات من عمره.
هذا السن الذي بدأ فيه خالد صالح، هو من ناحية فنية، سن حرج للغاية، وهو متقدم للغاية، ولهذا فالممثل الذي يبدأ متأخرا، ليس أمامه من فرص إثبات الذات والنجاح، سوى القليل، والقليل جدا.
أول مرة أشاهد فيها وجه خالد صالح على الشاشة، كانت في مسلسل رمضاني باسم" سلطان الغرام"، وقد استغربت من مقدمة المسلسل، إذ كان هو البطل المحوري والأول، لكن الاستغراب زال، عندما قدم خالد في هذا العمل إبداعا منقطع النظير.
لقصر عمره الفني، لم يمثل مع المخرج العبقري يوسف شاهين سوى فيلم واحد هو فيلم "هي فوضى"، ومع ذلك كان مميزا في الأداء والحضور.
خالد صالح، بدأ متأخرا، ورحل مبكرا.