لم يخلف رحيله ألم وحسرة فقط، بل ترك من خلفه أبناء ثلاثة وزوجة وأم مكلومة، ومنزل لم يكتمل.. رحل شهيد الواجب فهد بن هزاع الدوسري، ولكن ذكراه باقية.. رحل قبل 4 أيام فقط من موعد عودته إلى أهله، إذ كان قد وعدهم بزيارتهم في 10 رمضان ليكمل معهم ما تبقى من شهر الصيام، ولكنه رحل. آخر مرة التقى الدوسري بعائلته كان قبل 5 أيام من دخول الشهر الفضيل، وكانت تلك الزيارة الأخيرة بهدف تأمين المستلزمات الرمضانية.

بالأمس، شيع مئات المصلين بعد صلاة العصر في محافظة وادي الدواسر، جنازة شهيد الواجب الدوسري، وهو أحد منسوبي حرس الحدود بمحافظة شرورة، واستشهد خلال مواجهة مع الإرهابيين بمركز الوديعة الحدودي.

الشهيد الدوسري من سكان محافظة وادي الدواسر، له 3 من الأشقاء محمد وخالد وفيصل وترتيبه الثالث بينهم ولديه ابن واحد عمره 6 سنوات وابنتان تصغرانه.

التحق الشهيد الدوسري بالسلك العسكري قبل 12 عاما كان خلالها مضربا في المثل للمواطن الصالح ورجل الأمن الشجاع، وقد بدأ الدوسري في بناء منزل لأطفاله الذين يعيشون في بيت جدهم وكان حريصا على إتمامه بأسرع وقت إلا أن قدرة الله شاءت أن يرحل ويتوقف البناء قبل أن يعيش فرحة سكنه.

وتقدم محافظ وادي الدواسر بالإنابة خالد الغملاس ورئيس المحاكم الشيخ ناصر بن خلف الدوسري ومدير المباحث المقدم عبدالله الشهراني ومديرو الدوائر الحكومية من مدنيين وعسكريين ورؤساء المراكز وشيوخ القبائل والوجهاء والأعيان، الجموع الغفيرة التي شيعت جثمان الشهيد الدوسري، فيما تلقت أسرته عددا من برقيات العزاء من عدد من المسؤولين والشخصيات من داخل المملكة ومن خارجها.