بدأت السلطات الأمنية في السعودية، بإجراء مراجعة للإجراءات الأمنية على المنافذ الحدودية، وذلك عقب يوم من اقتحام مجموعة من إرهابيي تنظيم القاعدة للمنفذ الحدودي، ودخولهم إلى محافظة شرورة، وتحصن اثنين منهم في مبنى المباحث العامة في المحافظة.

ويأتي تشكيل تلك اللجنة، وفقا للتوجيه الذي أصدره وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، عقب ساعات من الحادثة، وفقا لما أفصح عنه المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحفي عقده البارحة في نادي ضباط قوى الأمن في الرياض.

وشرح التركي في سياق المؤتمر، العديد من التفاصيل التي أحاطت بالمؤامرة الإرهابية، التي أشار إلى أن من يقف خلفها هو تنظيم "القاعدة"، وأن منفذوها هم من المطلوبين أمنيا للسلطات السعودية.

وتحفظت وزارة الداخلية أمس، عن إعلان أسماء قتلى الإرهابيين الخمسة، بداعي التثبت من هوياتهم عبر تحليل الحمض النووي الـ(DNA).

وفيما أشيع حول وجود عدد من الموقوفين أمنيا في مبنى مباحث شرورة، الذي كان مسرحا ثانيا للأحداث عقب المنفذ، نفى اللواء التركي ذلك، وقال إن المبنى كان يوجد به وقت الحادثة 10 من رجال الأمن، أحدهم استشهد خلال عملية اقتحام المبنى، فيما تم إجلاء التسعة المتبقين بعد محاصرة قوات الأمن للمبنى.

ولم يستبعد متحدث وزارة الداخلية، أن يكون الإرهابيون قد خططوا لتفخيخ مبنى المباحث العامة وجر رجال الأمن لاقتحامه، لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، وهو ما كان دافعا لعدم اقتحام المبنى، والسعي لحث المطلوبين لتسليم أنفسهم، قبل أن يقررا الإجهاز على نفسيهما بحزامين ناسفين كانا يرتديانهما صباح أمس السبت.

وكانت العملية الإرهابية التي وقعت الجمعة، بدأت من الجانب اليمني، وذلك عبر استخدام تنظيم القاعدة لسيارة مفخخة استخدمت لتفجير بوابة المنفذ، فيما اقتحمت سيارة من نوع جيب بـ"لوحة خليجية" المنفذ، وأطلقت النار على دورية أمنية استشهد قائدها على الفور، قبل أن يستولي اثنان من الإرهابيين الستة على إحدى دوريات حرس الحدود والتوجه بها إلى جانب المركبة الجيب إلى محافظة شرورة، فيما تمكنت سلطات الأمن من الإجهاز على ثلاثة من الإرهابيين في السيارة الجيب، وألقت القبض على الرابع عقب إصابته، بينما أكملت المركبة الأخرى طريقها نحو مبنى المباحث.

وذكر التركي، أن عمليات إحباط المؤامرة الإرهابية صاحبها إطلاق نار كثيف، وأن ما ضبط بحوزة المجموعة الإرهابية هو عبارة عن ذخيرة غير مستخدمة، في إشارة إلى جاهزيتهم المسبقة.

ولم يستطع اللواء التركي إعطاء إجابة واضحة إزاء هدف المؤامرة الإرهابية التي جرت وقائعها الجمعة، أو من يقف خلف التخطيط لها.

وقال "نأمل أن يتضح من التحقيق من يقف خلف تلك المؤامرة.. لا ننسى أن هؤلاء هم أدوات وفي كثير من الأحيان لا يعون ماذا يفعلون".

وحول الساعات الـ12 التي تحصن فيها الإرهابيان في مبنى محافظة شرورة، قال اللواء التركي إن قوات الأمن سارعت إلى تطويق المبنى وإخلاء الموجودين بداخله، وتم محاصرة المطلوبين في الدور العلوي، فيما استمر الحصار ومحاولة إقناعهما بتسليم نفسيهما ولكنهما قررا إنهاء حياتهما بتفجير نفسيهما.

ونفى اللواء التركي ما أشيع حول إصابة مدير مباحث شرورة في العملية الإرهابية. وقال إن ما نتج عن عملية تطويق مبنى المباحث، استشهاد أحد رجال الأمن، وتخليص 9 آخرين كانوا موجودين وقت العملية.

وحول ما إذا كان هناك متورط سابع في المؤامرة الإرهابية، وذلك بالنظر إلى الملكية الخليجية للمركبة التي استخدمها الإرهابيون الستة، قال التركي إن ذلك لا يزال رهن التحقيق، وهناك اتصالات تجري مع الجانب اليمني والدولة الخليجية المعنية، للوقوف على الحقيقة.

وبدا متحدث الداخلية السعودية مقتنعا بأهمية مراجعة مستوى الإجراءات الأمنية على المنافذ وذلك عقب تمكن الإرهابيين من اقتحام منفذ الوديعة الحدودي. وقال "إن وزير الداخلية أمر بتشكيل لجنة عاجلة لهذا الغرض، ومتى ما وجدنا أن هناك حاجة لرفع مستوى الاستعداد الأمني فلن نتردد في ذلك"، فيما بين أن المنافذ بالعادة تكون مرنة الحركة وبالتالي فإن الإجراءات الأمنية فيها تتسق ومستوى الاحتمالات القائمة.

وفيما يتعلق بعدم أخذ وزارة الداخلية التهديدات التي أطلقت حول عزم التنظيم الإرهابي استهداف مبنى مباحث شرورة في تويتر، قال "فيما يتعلق بما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي ليس بجديد"، وأضاف "كونهم أعلنوا عبر هاشتاق بأنهم يستهدفون مبنى المباحث لا يعني بالضرورة أن ذلك يمكن أن يتم"، ولكنه استدرك بالقول "لو لم يكن لدينا الجاهزية للتضحية فداء للوطن لا أتصور أنه كان بالإمكان النيل منهم وإحباط مؤامرتهم".

وأكد اللواء التركي أن المملكة مستهدفة من الإرهابيين، مشددا بالقول "لكننا لن نسمح لهم بتنفيذ مؤامراتهم".