دفع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال أيام رمضان، العمال وأصحاب المهن التي تتطلب جهدا بدنيا شاقا إلى العمل ليلا للحفاظ على صيامهم، وحوّل هؤلاء العمال ليلهم نهارا هروبا من الشمس الحارقة التي أنهكتهم، وفضل المزارعون ساعات الليل للعمل بدل المكوث للراحة كالعديد من أصحاب المهن الأخرى، كما يأتي ذلك تجاوباً مع قرار وزارة العمل بحظر العمل في أوقات الظهيرة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه مزارع النخيل حصاد عذوق الرطب، يقضي المزارعون في محافظة العيص أغلب ساعات الليل في صرام النخيل "الرطب"، لكي يقوموا بتجهيزه وشحنه لأسواق المدينة المنورة تزامنا مع رمضان المبارك واستجابةً لقرار المنع.
"الوطن" قامت بجولة ميدانية على مزارع العيص والتقت عددا من المزارعين، حيث ذكر المواطن محمد الجهني، أن العديد من العمال خاصة المزارعين اضطروا إلى تغيير توقيت العمل منذ دخول الشهر الفضيل إلى الفترة الليلية نظرا للحرارة الشديدة، مؤكدا أنهم لا يستطيعون العمل في النهار لشدة الحرارة وطول النهار الذي يصل إلى 15 ساعة، موضحا أن حصاد الرطب وجنيه يعتبر من المهن الشاقة، مشيرا إلى أنهم يواصلون أعمالهم في الليل حتى الفجر، وأن قلة وجود العدد الكافي من العمال ضاعف عليهم المشقة.
بدوره قال المزارع سعد الجهني: "إن جني التمور يعتبر من المهن الشاقة، لا سيما وهي فترة محدودة، وإن لم يصرم الرطب بوقته فسد في نخيله، فكيف إذا كان ذلك في نهار رمضان؟، بل وفي أطول أيام الصيف الذي يزيد عن 15 ساعة"، موضحا أنهم مضطرون إلى تغيير العمل من النهار إلى الليل تجنبا لحرارة الشمس الحارقة لحصاد النخيل، موضحا أن تركه يجعلهم يتكبدون خسائر مالية كبيرة، وخاصة في شهر رمضان الذي يشهد إقبالا متزايدا على الرطب، وخاصة رطب العيص الذي تميز بشهرته على مستوى دول الخليج.
فيما ذكر عبدالله العنيني، أن الأسواق التجارية بمحافظة العيص وبالمدينة المنورة تترقب حصاد "رطب العيص" خلال الأيام القليلة القادمة في شهر رمضان، موضحا أن شح المياه وعملية حصاد الثمار البدائية تساهم في ارتفاع أسعار الرطب والتمور.
وأوضح أن ارتفاع النخيل الذي لا يقل عن 20 مترا، مما يساهم في صعوبة الحصاد ويعتبر من الأمور الشاقة لدى المزارعين، مؤكدا أنهم يتسلقون النخيل في ليل رمضان هروبا من حرارة الشمس الحارقة.