إذا كان عنوان احتفالية السعودية باليوم الوطني الـ84 تسيد اللون الأخضر، وغمر الشبكة العنكبوتية باحتفالية السعوديين، ومباركة الأشقاء العرب والخليجيين، التي طغت حتى على أخبار الضربات الجوية لقوات التحالف الموجهة للتنظيمات الإرهابية في سورية؛ فإن غياب وتقصير بعض القطاعات غير مبرر، يستحق استهجانه لتخطيه مستقبلا. الاحتفالية في شكلها العام غنية ومستحقة ومشرفة.. وأشاعت الفرح وسط أحزان العالم العربي.
"القنوات السعودية الخاصة" غالبيتها بين غائب أو مقدم لبرامج تحت المستوى المأمول في التغطيات. هذه الفضائيات هي الخاسرة بابتعادها عما يمس وجدان المواطنين. ومن الوقاحة البحث عن المواطن مشاهدا، وللثراء من عائدات الإعلان الموجه إليه بمتابعته لهذه الفضائيات، والتكسب من طرح همومه والمزايدة عليها، وفي احتفالية بلاده الوطنية يحصد غيابا أو لا مبالاة أو تغطية رتيبة أقرب إلى المجاملة.
إحدى القنوات اكتفت بإعادة برامج لا ترتبط باليوم الوطني، ونقل فعالية من الفعاليات، ورغم ثورة التعليم العالي المستحقة للتغطية؛ اختارت الغياب..!
"قطاع الاتصالات" اختزل إسهام شركاته "بمقاطع مرئية" بأسلوب دعائي دون مبادرات تذكر، أما "قطاع المصارف" فمن التبسيط وصف اختفائه بالغياب، كانت "غيبوبة مشاركته" تضيف المزيد من علامات الاستفهام. ولعل تسجيل أطول "سارية علم في العالم بموسوعة جينيس" قد قدمت ضمن استشعار المسؤولية الوطنية لتمنح الجهات التي غابت؛ الإلهام للأعوام المقبلة.
مثل هذه المبادرات حق للوطن والشعب على المستفيدين منهم ومشاركتهم في الاحتفالية واجب وليس منة. بقية الهوامير في قطاعات أخرى لا أثر لهم!
فضائيات "التلفزة الوطنية" قدمت جهودا مشكورة بنقل الفعاليات، وكانت جديرة بالمتابعة، ووجود الأطفال كان جيدا ولافتا.. وتعاطفت مع فيضان الثراء والغنى السعودي، وتعدد احتفالية المناطق الغامر لفضائياتنا على كثرتها، ولم توفه حقه في النقل.
ولفتني مفارقة تكمن في قوة اقتصاد بلادنا وفقر وضعف تغطية "قناة الاقتصادية" وإعادة البرامج القليلة التي تم بثها مباشر.. في اليوم نفسه..!
نريد رؤية انعكاس التنمية على المجتمع. مثلا، لنحو ثلاثة عقود تعمل طلائع مهندسات البترول السعوديات آمال وفاطمة العوامي وهبة ضياء الدين المتخصصات في مجال دراسات "حقول النفط" في شركة أرامكو كتبت عن تجربتهن غير مرة. وهناك غيرهن شاركن في نهضة الوطن. ما مبررات تغييب برامج الفضائيات لبعض الفئات والشرائح؟! في شكل عام أيضا تكرار تقديم "البرامج الحوارية" بجميع الفضائيات الوطنية، بعيدا عن الحس الإبداعي والابتكار، وتقديم المعلومات التاريخية يقلل فرص إثراء "الذاكرة الوطنية".
هناك ضعف واضح في تغطية "القناة الثانية" وسط تغييب انطباعات المقيمين الناطقين بغير العربية. وتقديم برامج حديثة مواكبة ومخصصة لليوم الوطني.
الصفعة الموجهة لأي باحث عن الارتقاء بقطاع الإعلام، تأتي عند زيارة "الموقع الإلكتروني" لوزارة الإعلام السعودية؛ ليجد نافذة خضراء صغيرة مدونا فيها تاريخ الاحتفالية، وبالضغط عليها تتم الإحالة إلى موقع "القيادة والتحكم بوزارة الصحة"، وعن موقع "هيئة الإذاعة والتلفزيون"!