منذ عام 1430، وتاريخ السادس من رمضان يعود بذاكرة السعوديين إلى اللحظات التي كتبت فيها العناية الإلهية نجاة وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف من محاولة اغتيال فاشلة، نفذها الإرهابي عبدالله عسيري، الذي هلك في تلك العملية، بينما لم يصب الأمير وقتها إلا بإصابات طفيفة.

ذكرى السادس من رمضان، عاد السعوديون إلى استذكارها أمس، ولكن على وقع محاولة من تنظيم "القاعدة" لتنفيذ عملية إرهابية كانت تستهدف أمن المملكة عبر منفذ الوديعة الحدودي، في وقت تمكنت فيها أجهزة الأمن من إحباط تلك المحاولة الفاشلة، ليكتب التاريخ في هذا اليوم وذكراه لتنظيم "القاعدة"، فشلا وراء فشل.

محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف في السادس من رمضان، ليست الأولى، ولكنها الأشهر، إذ سبقتها محاولتان فاشلتان: أولها السيارة المفخخة التي انفجرت أمام مبنى وزارة الداخلية في الرياض، والثانية تخطيط القاعدة لاستهداف طائرة الأمير محمد بن نايف المغادرة من اليمن بـ"صاروخ"، فيما تلت محاولة جدة الفاشلة، محاولة رابعة عقب أن أوقف الأمن السعودي انتحاريين كانا يهمان بنقل حزامين ناسفين عبر نقطة حمراء الدرب، حيث لقيا حتفهما هناك.

شبكة MSNBC الأميركية، وصفت الأمير محمد بن نايف، والمولود في مدينة جدة بتاريخ 25 صفر عام 1379، بـ"جنرال الحرب على الإرهاب"، كيف لا وهو من استطاع من خلال توليه لمسؤولية مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية منذ عام 1999 حتى تعيينه كوزير للداخلية عام 2012، أن يسهم من خلف والده الراحل نايف بن عبدالعزيز، في تقليم أظافر تنظيم القاعدة، والقضاء على قياداته في الداخل وطرد فلوله إلى الخارج. يعتبر الأمير محمد بن نايف، الذي درس في مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، أول من أسس لجان المناصحة، ووقف خلف تطوير آلية المعالجة الفكرية لمن انحرفت أفكارهم ممن شاركوا في القتال في مناطق الصراع المختلفة، حتى تم إنشاء مركز متكامل للرعاية والمناصحة يحمل اسمه في الرياض، وله فرع في مدينة جدة الساحلية.

الأمير محمد بن نايف، لم يقتصر تأهيله الأكاديمي على حصوله على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1401، بل خاض عدة دورات عسكرية متقدمة داخل المملكة وخارجها في مكافحة الإرهاب، ولقد سطع نجمه بشكل كبير عقب الهجمات الدموية التي نفذها تنظيم "القاعدة" عام 2003، حيث تولى ملف مكافحة الإرهاب، وأسندت إليه مهمة تطوير القوات الخاصة حتى باتت وزارة الداخلية مرجعا في ملف مكافحة الإرهاب عالميا.