كشفت أحداث مركز "الوديعة" مجدداً أمس عورة الفكر الإرهابي الذي يدعي "الجهاد" وهو يزامن انتهاك حرمة الشهر الفضيل في اليوم الفضيل ليريق الدماء مجددا، فيما أعادت إلى صدارة المشهد تاريخ التضحيات التي تحملها ذاكرة الأهالي قبل 45 عاماً.

منفذ الوديعة الحدودي التابع لمحافظة شرورة بمنطقة نجران، يحمل باسمه ورسمه وساما وطنيا خالدا إبان حرب الوديعة "نوفمبر 1969" حين أصدر الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله، أمره بطرد المعتدين الذين تجاوزوا الحدود واحتلوا المركز، وعلى إثر ذلك قامت القوات السعودية باستعادة المركز وطرد المعتدين وحفظ حدود المملكة، خلال 48 ساعة.

وبالأمس، نجح رجال الأمن مجدداً بصد المعتدين من الفئة الضالة التي انتهكت حرمة شهر رمضان الفضيل، واختارت يوم الجمعة ليكون موعداً لكشف عورة فكرهم الضال الذي تجاوز أبسط مبادئ الدين الحنيف، ليريقوا الدماء المعصومة، في هجوم غادر شنه 6 عناصر من "القاعدة" على منفذ الوديعة متسببين باستشهاد قائد دورية أمنية.

ومثلما نجح أبناء القوات المسلحة قبل 45 عاماً في حفظ أمن هذا الوطن، وصد المعتدين خلال 48 ساعة؛ نجح رجال الأمن، أمس، وفي وقت قياسي أيضاً، بقتل 3 من منفذي الهجوم، وهم ينوون مواصلة إجرامهم داخل محافظة شرورة، سعياً منهم لتنفيذ أجندتهم الإرهابية.. فيما يواصل رجال الأمن جهودهم لاستئصال البقية. وفيما تستعيد "الوديعة" ذاكرة التضحيات في سبيل حفظ الوطن بأحداث أمس، تؤكد مجدداً قوة هذا الوطن وبسالة أبنائه في الذود عن حياضه من كل معتد أثيم.