البداية من الصفر في مجتمع الأعمال السعودي جزء من تاريخه في الستينيات والسبعينيات الميلادية عندما كان قلة من المجتمع "مفتحين" ولديهم الحس التجاري للاستفادة من الظروف الراهنة في ذلك الوقت.

تغيرت الأوضاع كثيراً في الثلاثين سنة الأخيرة، وستتغير أكثر في السنوات القادمة وكلها تسير بنفس الطريقة.

الاقتصاد لا يعطي ولن يعطي فرصاً لتكوين الثروات كما في السابق، ولينظر الكل إلى أسماء السعوديين في قائمة أغنى خمسين عربيا التي تصدرها مجلة أرايبين بزنس أو حتى للسعوديين على قائمة فوربس.

نادي المليار في المملكة لا يدخله شاب، وكلها أسماء قديمة أو من عائلات عرفت الثروة قديماً أو استفادوا من علاقات تجارية قديمة.

ومع ذلك تبقى الفرص هنا مفتوحة للباحثين عن قائمة الملايين لأن السعودية سوق استهلاكي كبير، وفيه سوق عقارية كبيرة تسببت في الغنى الذي ينعم فيه غالبية اثريائنا اليوم.

هناك ثلاث طرق لتكون غنياً في المملكة. الأولى أن تكون جزءا من عائلة ثرية قديمة والثانية أن تبيع سلعاً استهلاكية مستوردة من الخارج أو مصنوعة محلياً، والثالثة أن تمتلك عقاراً تبيعه.

لأن الذين يتبعون الطريقة الأولى لن يهتموا فيما سأقوله فالحديث موجه للذين يريدون بيع سلع استهلاكية أو امتلاك عقارات.

للأسف لا يمكن لشاب اليوم أن يمتلك أرضا بسهولة ولا يمكن له أن يحصل على قرض لبدء مشروع كبير وحتى وإن حصل على قرض ليبدأ مشروعا فإن السوق ليست بالسهولة لينجح فيها وسط كل أصحاب الثروات القديمة ولهذا لا أتوقع أن أرى أثرياء كثرا من جيل الشباب.

الثروة ليست كل الطموح ولكن الاقتصاد لا يعطي الكثير من الخيارات بالرغم من أن اقتصادنا مفتوح ويعطي فرصاً كثيرة ولكنها فرص غير متكافئة مع أصحاب الثروات القديمة.

في الولايات المتحدة يمكن لشاب لم يصل الثلاثين أن يصبح مليارديراً كصاحب موقع الفيس بوك.

طبعاً الولايات المتحدة سوق كبيرة وبإمكان الكل أن يصنع ثروة ضخمة فيها، ولكن الأهم من هذا أنها بلاد الفرص وتعطي الكل فرصة ليصبح ما يريد.

لا نريد المليارات ولا مئات الملايين ولكن نريد فرصة لشاب اليوم أن يبدأ من الصفر وينجح.

ولا توجد فرصة أكبر من قدرته على امتلاك أرض، فامتلاك الأرض هو أقوى رابط يربط الإنسان بالوطن، وهو أسهل طريقة لتكوين الثروة في بلدنا.

كل عام ووطني بخير، وأتمنى أن يجد كل منا قطعة أرض في بلدنا الحبيب، وأن يأخذ كل منا فرصته حتى لا يتحول هذا الجيل إلى موظفين يعملون عند أصحاب الثروات القديمة وبذلك يتوقف الحراك الاقتصادي والاجتماعي.