أرجع متخصص في التصميم التبوجرافي والبوسترات نشأة هذا الفن في الغرب إلى التطور التكنولوجي هناك، وبسبب عدم إلمامهم ومعرفتهم باللغة العربية لم تأخذ تصاميم وأشكال الأحرف العربية الاهتمام والتطور ذاته الذي حظيت به الأحرف اللاتينية في مجال التصميم. وخلال ورشة تطبيقية حول "التصميم التوبوجرافي والبوسترات"، ضمن فعاليات رمضان باكسبو، في برنامج الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية أشرف عليها المصمم الإيراني "كامبير علائي"، عرض على المشاركين مجموعة من النماذج والتصاميم لشعار المهرجان ومفردات من الحضارة الإسلامية في أشكال وخطوط متنوعة، مستخدماً التقنية الحديثة لبرامج الجرافيك، وقدم في ركن الفنون مجموعة من تصاميمه في الخط الفارسي المستوحاة من التراث الإسلامي والأدب.
وأضاف علائي أن استخدام اللغة الفارسية للأحرف العربية، جعل المصممين من الجانبين يبرزون في مجال التبوجرافيا والجرافيك لانتمائهم إلى البيئة نفسها للغة، في فهم دلالاتها ومعانيها وتطويعها لإبداع وهندسة أشكال وأنماط جديدة وجذابة، ويقدم علائي مثالاً على بعض الأحرف التي لا يستطيع المصمم الأوروبي التعامل معها لجهله بها مثل "العين" و"القاف" و"الخاء"، مشيراً في الوقت ذاته إلى غنى اللغتين العربية والفارسية بفعل التجاور وما نتج عنه من تبادل حضاري وثقافي وإنساني على مرّ العصور، وكذلك إلى أهمية التحرر من السيطرة الغربية في مجال الجرافيك والتصميم وخلق مدارس خاصة بالشرق، للتخلص من احتكار المصممين في الغرب لكل العلامات التجارية العالمية، وقد شرح كامبير لزوار الورشة بعض تكنيكات التصميم التوبوجرافي للحروف والمفردات والبرامج المستخدمة مثل: "فونتوجراف" و"أدوب إليستراتور" و"إن ديزاين"، موضحاً أن هذا المجال يحفز الدماغ على اكتشاف أفكار خلاقة في التصميم، مشيراً إلى أهميته في المجال التسويقي بشكل عام، حيث أول ما يلتفت إليه الإنسان هو شعار ما يشتريه، وشكر المصمم علائي دائرة الثقافة والإعلام على الدعوة التي وجهت له للمشاركة في فعاليات رمضان الشارقة مهنّئاً الإمارة على اختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية 2014.
وفي السياق ذاته نظمت إدارة الفنون ورشة خط النسخ في كتابة القرآن للخطاط عدنان الشريفي، حيث استهل الشريفي الورشة بكتابة الآيات الكريمات من بداية سورة الإسراء سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" بخط النسخ مركزا على وضوح الحروف وتمايزها، وتناسب الأسطر، وأوضح أن خط المصحف يتميز بالوضوح لأن الغرض منه أن يستطيع المسلم العربي وغير العربي قراءته، لذلك فالوضوح شرط لازم فيه، كما أن من مميزاته مراعاة الجمال والتنميق وتناسق الحروف وتناسبها، وكذلك قبولها للزخرفة، ومن مميزات خط المصحف أيضا أن كتابته توقيفية بمعنى أنه يكتب على رسم المصحف العثماني (نسبة للخليفة عثمان رضي الله عنه)، بغض النظر عن قواعد الإملاء في اللغة العربية.
وأضاف الشريفي أن هناك مدرستين فنيتين في خط المصحف الشريف، إحداهما المدرسة البغدادية، وتعتمد على إبراز الجانب الجمالي في الكتابة، والتنميق والتفنن في التشكيل، والمدرسة العثمانية (التركية) وتجنح إلى الدقة في رسم الحروف والوضوح التام فيها، مع التجويد، وأعطى الشريفي أمثلة على الطريقتين.
وقال الشريفي إن الخط الذي تكتب به المصاحف هو خط النسخ، وقد جاء اختياره بسبب كونه خطا واضح الأحرف، وقابلا لأن توضع عليه حركات التشكيل، كما أن أحرفه جميلة وبسيطة، ولا تقبل التركيب، لذلك فالنصوص التي تكتب بالنسخ تكون في العادة على شكل أسطر أفقية، وقد أُطلق عليه اسم خط النسخ لكثرة استعماله في نسخ الكتب ونقلها، لأنه يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكثر من غيره، وهو أكثر الخطوط المستعملة اليوم في الصحف والمجلاَّت والكتب المطبوعة. وأكد الشريفي على أن خطاط القرآن الكريم ينبغي أن يتمتع بالدقة المتناهية والنباهة في نقل الكلمات والآيات ورسمها كما هي، كما أن عليه أن يأخذ الوقت الكافي لكي يجود أحرفه.