الحكايات المعلقة على مشجب قديم لا تروي نفسها، كوب القهوة المر تفسده قطع السكر وقطرات الحليب، المسافة الطويلة في انتظاري على أن أقطعها عصر اليوم

لم أعمل بشكل جيد خلال عطلة الأسبوع.. فقدت الوقت بمزاجي المتعكر، هو يضحك بشكل جيد لكن يا صديقي خفة الدم تجمع حولك الناس، لكنها لا تجعلك في نظرهم أكثر من ريشة..

هذا وفي النشرة أخبار أخرى لا تفاصيل لها:

- يقبل الأمر فيدبر، يخرج ماراً من أمامنا متوشحاً برداء قديم ليس له..

يدبر فيقبل مهجوراً تقتله الوحدة ومساحات لا يحسن السير بها يدبر، يقبل، يقبل، يدبر دون أن يعي أن كثرة المسير لا تعني الوصول، فهو لم يتجاوز، كونه مجرد حركة بندول فقد عقارب ساعته.

- منذ أن فقد فجره فقد ظله، أصبح يمشي دون ظل!

- كل الأشياء تزهر إذا ابتسمنا لها، تبدو الأمور صعبة أحيانا، تزدحم أرصفتك بتفاصيلك، ثيابك المعلقة ترمقك بسكون، مرض عابر يقلقك، لكن الابتسامة لها القدرة على بث الحياة بك من جديد، لنبتسم لصباح جديد لعل طائر الفينق يعود

- لأنه يرفض الجمود، لأنه يعيش، لأنه الحياة، لأنه المسرح حيث نحب أن نكون، يكون المسرح بحرا ممتد الأطراف، متنوعا، متغيرا متجددا، فالمسرح الساحر والمسحور، الكائن والممكن، الموغل فينا حد الفرح المشبع بحزننا وفرحنا، المشعل ليباس عقولنا، المحرك لعوالم أفكارنا المسرح حيث الحكايات التي لا تذبل، حيث المساءات التي لا تغيب، حيث الحوار والنقاش والاختلاف والاتفاق، حيث المسرح تكون الحياة.

- كان الصباح يقيس ظل كلام يوم سابق، بينما الفراشات كن يحملن حكايات صبايا الفجر وينثرنها أملا في موسم جيد. الحكايات فراشات في الأصل، كلما أزهرت حكاية أثمرت فراشة، كان لا يزال يقيس ظله عندما داهمته الفراشات الحكايات، تنفس بعمق وهو يروي زهر الحكايات حتى يثمر ابتسامات فجر صاخبة.

- هي معركة والكل شارك في القتال، كانت علامات الترقيم تبدو واجمة، نقطة وفاصلة.

تأكلنا خلافاتنا الصغيرة حول الفعل والفاعل والمفعول في البدء كان الفعل محرضاً، ثم تشظى ترك للفاعل حرية التمدد، بينما المفعول به ساكن دون حراك، شنق نفسه بفتحه وفتحة مقدرة وياء سحبته حول مثواه الأخير، هذه الجملة ماتت دون كلام.

- المساء يبدو موحشاً غريباً، الأسماء تتناثر من حولي.. التفاصيل.. الحكايات.. الأحلام.. الأشياء.. الطقوس.. التفاعلات الاجتماعية والعاطفية.. كنت أحلل كل الأشياء أرجعها لعواملها الأولية.. فأفقد بهجتي وأفقد ما كنت أريده.

مساحات التفكير عندي صامتة وجلها خائفة منزوية لا روح فيها، كانت محاولاتي للتفكير تبدو خامدة تماماً، حاولت أن أفك الحصار عن نفسي ولم أتمكن لا يمكن أن أعيش طويلاً هكذا دون تفكير، زحمة الأشياء حولي لم تدع لي فرصة للتفكير، للتركيز، للبحث عن متعتي، حاولت وحاولت لكن محاولاتي كانت تبدو هشة وغير منطقية.

- تجلياتك العميقة سببها لغة الصيارفة، وباعة الخبز، وتجار الأقمشة على جانبي الطريق، قد تأخذك مخيلتك للبعيد لكن الفكرة التي بنيت عليها الحكايات كانت سطحية وغير عميقة، وأنت دوما تريد دوما أن تتجلى في حكاياتك حتى تسوقها بشكل جيد، ما هكذا تصنع الحكايات، وما هكذا ترسم البطلات المتخيلات، يبدو على ملامحهن النزق ولباسهن خاليا من السواد ولا يلبسن أقراطا ثمينة.

- كم كان حجمك عندما تنازعوا اسمك واقتسموا حروفه؟

كم كان حجمك عندما سرقوا رغيفك، وعقلك، وطاردوك، وهمشوك، وعالجوك بالصدأ.

كم كان حجمك عندما سلموا لك السكين وقالوا: اقتل أخاك فهو عدوك الأول، وحاصروك، وقتلوك واقتسموا ثروتك.

- ما زال في المكان متسع لمشاهدة بعضنا بشكل جيد، ما زال في القهوة بعض حرارة حديث عابر، قد نطلب قهوة جديدة، قد يطيب لنا البقاء لبعض الوقت لنزهر، قد نثمر، قد نأكل ثمارنا ونمضي، ما زال في الوقت متسع لحوار قصير أو عابر أو حتى مجرد تحية، ما زال في الوقت نحن!

- الصباحات لا يهزمها سواد الليل مهما طال سواده، سواد القلب، سواد الصمت، سواد الهجر، سواد الظلم، سواد القسوة، سواد الظن، ظلمات بعضها فوق بعض لا يزيحها إلا فجر ناصع البياض جلي واضح أبيض زاه متأنق. إنه صبح اليقين يا سواد الليل.