عندما تقر وزارة الإسكان عندنا بوجود مشكلة حقيقية استعصت على الحل، بالنسبة لها على الأقل، ثم تفكر باللجوء إلى من يمتلك الخبرة والقدرة، ليقدم لها المساعدة والنصح، فبالتأكيد ينبغي عليها أن تلجأ إلى من أثبت نجاحا وسيطرة على ذات المشكلة من قبل؛ كي تستفيد من خبراته العملية في هذا المجال.

لكن.. ماذا يعني لجوء وزارة الإسكان في السعودية إلى نظيرتها المصرية، للتباحث بشأن أزمة الإسكان في السعودية، وإيجاد مخرج مناسب من هذه الأزمة؟

هذا يوجد سؤالا كبيرا يقول: وهل نجحت مصر نفسها في التغلب على معضلة السكن لديها؟ هل تغلبت على إسكان العشوائيات والمدافن المأهولة بالبشر؟ هل تملك عمقا في التجربة يوازي كثيرا من دول العالم المتقدم، التي لديها كثافة سكانية عالية، لا تكاد تشعر بها وأنت تتجول في شوارعها ومدنها؟

حتى نتخلص من كل مشاكلنا في المملكة، وليست مشكلة الإسكان فقط، يجب على وزاراتنا ومسؤولينا؛ الاهتمام بالدراسات الجادة لكل خطوة تنوي القيام بها، اهتمامها بالخطوة نفسها وتمويلها، فالدراسات الجادة هي الدليل والخارطة التي تضمن لنا أننا نسير في الاتجاه الصحيح.

لكن الملاحظ على أغلب ما تقدمه وزاراتنا من حلول يمكن تصنيفه في بند الارتجال والعشوائية، التي لا يكون لها ناتج سوى الهدر المتواصل للجهد والمال، في غير منفعة للمواطن والوطن.