أصدر مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم قرارا تاريخيا ومهما في اجتماعه الأحد الماضي بتشكيل فريق عمل برئاسة الدكتور عبدالرزاق أبوداوود لطرح آلية لتوثيق بطولات الأندية السعودية.

نعم قرار جريء وفي وقت مهم لأن اتحادنا لا يوجد به سجل دقيق لبطولات الأندية، والأرشفة لوثائق الاتحاد ضعيفة بشكل عام، خصوصا وأن مرجعية الرياضة وكرة القدم مرت بتحولات من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف ثم وزارة العمل وأخيرا الرئاسة العامة لرعاية الشباب كجهاز مستقل يعنى بالرياضة والشباب.

إن توثيق البطولات لا يحتاج إلى راصدين أو إحصائيين فهذا أمر سهل جدا وممكن تكليف أي مؤسسة تعنى بالإحصائيات والرصد بمهمة الإحصاء سواء من الصحف أو الوزارات المعنية أو غيرها، ولكن القضية تحتاج إلى خبراء في مجال اللعبة ومجال الأنظمة واللوائح والإجراءات الخاصة باعتماد البطولات، وهذا أمر أتمنى أن يكون واضحا للدكتور أبو داوود وهو أهل لتولي رئاسة هذه اللجنة.

نعم تحتاج خبراء مؤهلين لتفحص الإجراءات التي تمت بموجبها البطولات وفرزها من رسمية وودية من خلال اللائحة الخاصة بالبطولة، وقرار اعتماد الأبطال لكل مسابقة ومن ثم يمكن حساب وتوثيق البطولات.

هناك من يرغب في تجزئة التاريخ فيأخذ ما يريد ويترك ما لا يريد أو ما لا يناسبه لكي يوافق ميوله ورغباته، ولكن حساب وتوثيق البطولات أمر مختلف جدا، فإما أن يؤخذ كله أو يترك كله ولن يسمح أي ناد بمن يعبث بتاريخه وبطولاته وسجلاته.

فمثلا بطولة كأس العالم وهي أرقى وأقوى مسابقة لكرة القدم ويشرف عليها الفيفا منذ 84 عاما مرت بتحولات لا يمكن أن يتجاوزها التوثيق فالبطولة الأولى لم يشارك بها إلا 13 منتخبا وكانت بدعوة مباشرة للمشاركة وبدون تصفيات، فهل نلغي هذا البطولة مثلا لأنها بدون تصفيات أو لأنها بدعوات مباشرة؟!

في بطولات آسيا السنية يكون تحقيق الوصول إلى كأس العالم للشباب والناشئين من خلال تحقيق بطولة القارة، وهذا يعني أن تحقيق بطولة يؤدي إلى بطولة أخرى كما حدث لدينا مؤخرا مع كأس الأمير فيصل بن فهد حيث يتأهل البطل للمشاركة في كأس الأبطال، وبالتالي هل يحق لنا أن نلغي بطولته التي أهلته إلى كأس الملك!!؟؟

بطولات المناطق هي البطولات الرسمية المعتمدة في فترة الخمسينات والستينات وحتى منتصف السبعينات لكرة القدم السعودية، وكانت بطولة تؤهل أحيانا إلى بطولة كأس الملك، وكانت تقام من دورين وتسلم للبطل كأس وميداليات، وقد أوضح ذلك الأستاذ عبدالرحمن بن دهام أمين عام الاتحاد السعودي السابق ورجل مرحلة مهم في كرة القدم السعودية في مداخلة تلفزيونية قبل ثلاث سنوات، وهو من شارك في هذه البطولات حكما وإداريا ومسؤولا ويعرفها جيدا، وقد يكون ممن شارك في صياغة لوائحها وإجراءاتها، والجميل أن الدكتور عبدالرزاق ممن عاش هذه المرحلة لاعبا ويعرفها جيدا.

أخيرا سوف يكون هذا المشروع من أهم مشاريع اتحاد كرة القدم، وسوف يستغرق عدة سنوات لإتمامه بنجاح وسوف يؤسس لقاعدة بيانات مهمة وأرشفة صادقة لمسيرة الاتحاد، وأتمنى أن يتم الاستفادة من أفضل الاتحادات الدولية في التوثيق وهي الفيفا والاتحاد الألماني والاتحاد الإنجليزي.