عندما يتعلق الأمر بكأس العالم، فإن "توماس مولر" هو رجل الألمان الأول، فسجله اللافت بتسجيل 9 أهداف في 9 مباريات مونديالية، تحقق عبر 10 تسديدات فقط على المرمى، وباختصار يمكن القول، ألمانيا تنتصر إذا ما كان "مولر" في قمة حضوره فنيا، وأهدافه الـ5 في مونديال جنوب أفريقيا 2010 وضعته هدافها الأول، وربما كانت نهاية "المانشافت" ستتغير بإحرازهم اللقب لو لم يتم إقصاء "مولر" عن مواجهة إسبانيا في نصف النهائي حينها.
"المشكلة" الحقيقية
في مواجهة ثمن النهائي الإثنين الماضي، وبينما كانت الجزائر تستفيد بمثالية من الدفاع المهزوز لفريق المدرب "يواكيم لوف"، كان "مولر" مشكلة الألمان الحقيقية، فبعدما ظهر بأداء رائع في هذه النسخة إلا أنه في تلك الأمسية لم يكن ذلك الهـداف الحاسم الذي شاهدناه غالباً في مثل هـذه المناسبات، وبــدلا من ذلك بدا مجهدا ومرهقــا تسهل مــراقبته والأكثر استغرابا بالنسبة للاعب مثله أنه كان مـترددا، وهذه الصورة الفقــيرة اختصرهـا مشـهد تظاهره الغريب بالسقوط عند تنفيذ ركلة حرة ألمانية، اعتبرتها صحيفة "دايلي ميل" البريطانية الأسوأ في تاريخ كأس العالــم، ففي البــداية ركض باتجاه الكـرة لكنـه وقــع قبـل الوصول إليها، ثم نهض وقفز فوقها وانطلق نحو منطقة الجزاء الجـزائرية، بيد أنه وجــد نفسه في النهاية دون كرة، بعـد أن أخفق "شفاينتشتايجر" في إيجاده بسبب تمركزه السيء.
قبلها في الشوط الأول، وعندما وجد "مولر" نفسه أمام كرة "أوزيل" التي ارتدت من الحارس "رايس مبولحي"، وفي وقت اعتاد الجميع من الفائز بالحذاء الذهبي أن يسحب زناده ويفجر الكرة في الشباك، توقف "مولر" للتفكير لبرهة، وفي تلك اللحظة تلاشت الفرصة فهو انتظر طويلاً وانتهى به الأمر بركل الكرة بطريقة حمقاء، كان خطأ محرجا غير معتاد من "مولر" منحه بعده زملاؤه فرصا أفضل قليلة ليضع بصمته على المواجهة، ولاحقا أضاع "مولر" أفضل فرصتين في اللقاء في مدة زمنية لم تتجاوز 9 دقائق، أولا عبر رأسية أطلقها بقوة تجاه "مبولحي" وكرة أخرى وعلى مقربة من المرمى غمزها بعيدا بعد أن راوغ مدافعا جزائريا.
الوقت المناسب
لم تكن مباراة الجزائر سوى "اتجاه" واضح لمنتخب ألمانيا في هذا المونديال، ففي لقائهم الافتتاحي أمام البرتغال كان "مولر" يغرد على أرض الملعب، فظهروا بصورة رائعة وانتصروا برباعية، وضد غانا كان حضور "مولر" باهتا ولم ينقذ الألمان من فخ الخسارة سوى "ميروسلاف كلوزه"، وكانوا على مايرام أمام الولايات المتحدة عندما سجل "مولر" من جديد. "في الأساس كنت محظوظا وكنت في حالة بدنية رائعة في الوقت المناسب"، هكذا وصف "مولر" حضوره الناجح في 2010، وفي البرازيل أظهر ذلك مجددا في الغالب، ولكن من سوء حظه أن هذا الوضع كان غائبا ضد منتخب جزائري جريء وشجاع، ومع ذلك ولحسن حظ الألمان و"مولر" نفسه أن البديل "أندريه شورله" كان متواجدا ليقطف ثمرة الفوز الصعب الذي نقلهم لمواجهة "الديوك" الفرنسية في مواجهة مختلفة يأمل الألمان أن يحضر خلالها "مولر" مختلفا عن ذلك "الشبح" الذي ظهر فوق عشب "إيستاديو خوسي بينيرو برودا".