في حملة أمنية موسعة عقب مقتل ضابطي الشرطة في محيط قصر الاتحادية، ألقت أجهزة الأمن المصرية أمس القبض على عدد من عناصر "الجماعة الإسلامية". وقال الموقع الرسمي لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة، إن "قوات الأمن ألقت القبض على القائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية نصر عبدالسلام، وأمين الحزب علاء أبو النصر، كما اعتقلت رئيس حزب الاستقلال مجدي حسين، الذي سبق أن منعته سلطات أمن مطار القاهرة الدولي في أبريل الماضي من السفر إلى تركيا، بينما لم تجد قوات الأمن الأمين العام المساعد لحزب البناء والتنمية لعدم وجوده بمنزله وقت اقتحامه من قبل قوات الأمن".
وقالت وزارة الداخلية إن "قوات الأمن شنت حملات موسعة بالتنسيق بين قوات الأمن الوطني والعام والمركزي بهدف ضبط عناصر الجماعات الإرهابية والمحرضين على أعمال العنف والتخريب".
من جانبه، أكد الخبير في شؤون تيار الإسلام السياسي والإخواني المنشق خالد الزعفراني أن عمليات القبض جاءت كرغبة في الحد من التظاهرات المقرر لها غداً، وإنهاء الحرب الإعلامية التي يشنها الإخوان وأنصارهم، مضيفاً أن "تلك الحرب موجهة بصورة رئيسة للخارج للإيحاء بأن مصر غير مستقرة، وأتوقع أن تمتد تلك الاعتقالات لتشمل عدداً من القيادات المؤثرة في المحافظات، خاصة ممن كانوا يدعون إلى محاصرة الأقسام، وأعتقد أن عمليات القبض التي تمت حتى الآن لعناصر الجماعة الإسلامية شكلية، حيث لم تطل الاعتقالات شخصيات قيادية بحجم عصام دربالة أو غيره من قيادات الجماعة الإسلامية". في غضون ذلك، طالب خبراء أمنيون وسياسيون وزارة الداخلية بضرورة تغيير سياساتها في التعامل مع الجماعات الإرهابية، وأن تكون فعلاً وليس رد فعل، مشددين على أن يكون للمجتمع المدني دور خلال المرحلة المقبلة.
وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي "لا بد أن تسارع وزارة الداخلية لاستيراد كميات كافية من الأجهزة الحديثة المتطورة اللازمة للكشف عن المفرقعات عن بعد، والعمل على توزيع هذه الأجهزة على كافة قطاعات الحماية المدنية للمحافظات، بالإضافة إلى تدريب القوات المتخصصة في تفكيك القنابل والمفرقعات والتعامل مع السيارات المفخخة على هذه الأجهزة، ولو استلزم الأمر إرسال بعثات من الضباط والأفراد إلى الدول الغربية التي سجلت أعلى معدلات في التعامل في هذا النوع من الأزمات الأمنية، كما يجب على جهاز الشرطة التنسيق مع القوات المسلحة، للعمل فوراً على تجفيف منابع حصول الإرهابيين على المواد التي يستخدمونها في تركيب القنابل، خاصة بعدما تمكنوا من تصنيع قنبلة مدمجة من مادتي "سي فور" و"تي إن تي" شديدتي الانفجار وهو ما حدث مؤخراً في تفجير مبنى سنترال أكتوبر منذ أيام".
وفي ذات السياق يؤكد القيادي بالحزب الناصري توحيد البنهاوي ضرورة تغيير الأجهزة الأمنية من استراتيجياتها للتعامل مع التنظيمات الإرهابية، وعدم انتظار الأعمال الإرهابية كي تتحرك، مطالباً بضرورة القبض على أعضاء التنظيمات الإرهابية وجماعة الإخوان، مضيفاً "قوات الشرطة تتعامل مع جماعات إرهابية تستخدم السلاح والإرهاب، ما يتطلب أن يتوافر لدى قوات الأمن معلومات عن الإرهابيين كي تتحرك قبل حدوث الجرائم".
وأشار الدكتور إيهاب يوسف، الخبير في إدارة الأزمات الأمنية، إلى أن محور التكنولوجيا الحديثة واستخدام الأجهزة المتطورة لكشف المفرقعات وعنصر التدريب الجيد هما طرفا معادلة لتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة المهنية لضباط المفرقعات عند التعامل مع هذا النوع من الموجات الإرهابية، مضيفاً أن "الحرفية العالية في التعامل مع القنابل التي أصبحت تنتشر في كل المحافظات وسجلت أعلى معدل في محافظتي القاهرة وشمال سيناء ستأخذ بعض الوقت، وعلى الدولة أن تكثف من دعمها لجهاز الشرطة للعمل على تأمين أفراده، عندما يتعاملون مع هذا الإرهاب الأسود".