فيما قطع ثوار الفلوجة، بعدم الحوار أو التفاوض مع رأس نظام بغداد، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، توعّد رئيس مجلس ثوار الفلوجة، بتطهير بغداد، مما سماهم بـ"الميليشيات الإيرانية". رئيس المجلس العسكري لثوار الفلوجة، الشيخ رافع المشحن الجميلي، أعطى وعوداً باستمرار زحف العشائر في الأنبار، حتى تحرير منطقتهم من "الميليشيات والعصابات الإيرانية"، قاطعاً في ذات الوقت بعدم التفاوض مع المالكي، باعتباره "مجرم حرب".
وبعشوائية مطلقة، دكت قوات المالكي 3 مناطق عراقية بشكل عشوائي، هي "تكريت، وبيجي، والموصل"، بالطائرات المقاتلة، في محاولة من قبل قوات المالكي لاستعادة المناطق الثلاث الهامة مهما كلف الأمر.
يأتي ذلك، فيما أطلق مجلس ثوار العشائر في محافظة صلاح الدين، سراح أكثر من 600 عنصر من منتسبي الجيش والشرطة، كانوا في عداد المفقودين لكنهم، وقعوا في الأسر أثناء هجوم المسلحين على قاعدة سبايكر الواقعة في المحافظة بمناسبة حلول شهر رمضان. ووصل الجنود إلى معسكر التاجي شمالي بغداد، وقد تم إخبار ذويهم بوصولهم.
إلى ذلك بدأ مجلس النواب العراقي الجديد جلسته الأولى برئاسة أكبر الأعضاء سنا مهدي الحافظ بمشادة كلامية وقعت بين النائب عن ائتلاف دولة القانون كاظم الصيادي ونواب من التحالف الكردستاني على خلفية مطالبة نائبة عن التحالف الكردستاني بصرف رواتب موظفي الإقليم. وقال نائب حضر الجلسة لـ "الوطن"، إن "المشادة حصلت على خلفية مطالبة عضو التحالف الكردستاني نجيبة نجيب بصرف رواتب موظفي الإقليم المتوقفة منذ فبراير الماضي".
ورفع الحافظ، الجلسة الأولى للدورة البرلمانية الثالثة أسبوعا واحدا، لعدم اكتمال النصاب القانوني، بعد انسحاب نواب التحالف الكردستاني وائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي من الجلسة. وأدى 255 من أعضاء المجلس الجدد البالغ عددهم 328 نائبا، الذين حضروا الجلسة اليمين الدستوري، فيما ردد النواب الأكراد اليمين الدستوري باللغة الكردية خلف النائبة آلا الطالباني.
وعقب الجلسة أعلن تحالف القوى الوطنية، أن حضوره إلى جلسة البرلمان اقتصر على أداء القسم فقط، وفيما بين أنه لن يقدم مرشحه لرئاسة البرلمان إلا بعد تقديم التحالف الوطني مرشحه لرئاسة الوزراء بديلا عن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، دعا إلى وقف إطلاق النار لعزل عناصر الجماعات الإرهابية عن المدنيين والعشائر. وقال عضو تحالف القوى الوطنية ظافر العاني في مؤتمر صحفي لأعضاء التحالف في مبنى البرلمان إن "حضور أعضاء التحالف اقتصر على أداء القسم ومن ثم ترك قضية الاتفاق على المناصب الثلاثة في جلسة أخرى لحين الاتفاق عليها"، مبينا أن "المرحلة السابقة كانت مليئة بالأخطاء ونتوجه إلى مرحلة جديدة تنهي الأخطاء والتهميش".
وأضاف العاني أن "هدفنا التغيير ولابد من التمييز بين الأعمال التي يقوم بها تنظيم (داعش) والاحتجاجات المشروعة"، لافتا إلى أن "تحالف القوى يدعو إلى إيقاف إطلاق النار لعزل (داعش) عن المدنيين والعشائر". ويضم تحالف القوى الوطنية ائتلاف متحدون بزعامة النجيفي والعربية بزعامة صالح المطلك وكتلة العمل التي تمثل الحزب الإسلامي العراقي.
وفشل التحالف الوطني الذي يقود الحكومة المنتهية ولايتها في الاتفاق على طرح مرشحه لمنصب رئيس مجلس الوزراء، وعزا تيار الإصلاح بزعامة إبراهيم الجعفري أحد القوى المنضوية في التحالف أسباب الفشل إلى تمسك ائتلاف دولة القانون بزعيمه المالكي مرشحا لولاية ثالثة.
وقال القيادي في التيار نافع فاضل لـ "الوطن"، إن "التحالف الوطني بوصفه الكتلة البرلمانية الأكبر التي تمتلك 180 مقعدا لم يحسم أمره بشأن ترشيح شخص لرئاسة الوزراء حتى الآن". وأضاف أن "ائتلاف دولة القانون ما زال متمسكاً بالمالكي، وأطراف التحالف الوطني الأخرى مثل التيار الصدري والمجلس الأعلى معترضون على التجديد للمالكي، ولديهم مرشحون أيضا لهذا المنصب". وأغلقت القوات الأمنية في العاصمة بغداد، الجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مبنى مجلس النواب ومقار الحكومة، فيما خلت غالبية شوارع العاصمة من المواطنين بعد إعلان الحكومة عطلة رسمية باستثناء التشكيلات الضرورية.
إلى ذلك أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أمس الأول، أنها تكثف وجودها العسكري في العراق مرة أخرى، بإرسال نحو 300 جندي آخرين إلى هناك، بالإضافة إلى مجموعة من طائرات الهليكوبتر، وطائرات بدون طيار.