مع أول أيام شهر رمضان المبارك، بدء معها التنافس القوي بين القنوات الفضائية بحكم عاداتها السنوية من خلال عرض المسلسلات الدرامية والبرامج التلفزيونية سواء الدينية والإجتماعية والثقافية، وتسعى القنوات في سباقها من أجل كسب أكبر عدد من نسبة المشاهدة على الصعيد العربي والسعودي تحديدا، وذلك طمعاً في تحقيق أكثر نسبة من الإعلانات .
وبدون سابق إنذار تفاجأت القنوات بأن هناك إنخفاض كبير من حيث نسبة المشاهدة بسبب وجود منافس قوي لم يكن في الحسبان وهو مونديال كأس العالم المقام حالياً في دولة البرازيل، حيث ومن غير المتوقع فإن الحدث الكبير سحب البساط من تلك القنوات حيال جذب فئات خاصة من المشاهدين.
ويحل الموسم الدرامي هذه السنة أثناء فعاليات كأس العالم، وهو ما جعل الشارع الرياضي ينجرف بشكل مباشر نحو المونديال العالمي، دون الإلتفاف إلى القنوات الأخرى، مما جعل الباقة الناقلة للمحفل العالمي تتقاسم نظيراتها من حيث نسبة المشاهدة، كون المجتمع الرياضي في السعودية يحرص على متابعة المونديال الذي يقام مرة واحدة كل أربعة أعوام .
وواجه صناع الدراماً تحدياً جديد هذا العام، فبعدما كانوا يعانون من قلة الميزانية الإنتاجية والتخوف من عدم التوزيع بشكل كبير على القنوات الفضائية قابلتهم مشكلة جديدة هذا العام بسبب قلة الإعلانات التى تخصص فى كل عام للانتاج الدرامي وذلك بسبب اهتمام المعلنين بموسم كأس العالم الذى جاء موازيا للشهر الكريم، مما جعلهم يضعون الحملات الإعلانية المكثفة فى المباريات العالمية بدلا من المسلسلات.
وأكد الفنان هاني رمزي أنه رغم تمسكه بمشروع مسلسل "تجول لا إرادي" للمخرج الراحل أشرف سالم إلا أنه لم يستطع إقناع مدينة الانتاج الإعلامي بإنتاجه وحدها خاصة أنهم طالبوه بإيجاد منتج مشارك ينفذ العمل ماليا بينما سيشاركون هم بالأستوديوهات والمعدات فقط لنقص السيولة المالية لديهم.
وأوضح عدد من المواطنين لـ"الوطن" أن تنافس المنتخبات في كأس العالم للموسم الحالي مع خروج عدد من المنتخبات الكبيرة زاد من حد المنافسة، واصبح الرياضيين متشوقين لمتابعة دور الـ 16 ومايليها من أدوار نهائية، منوهين أنهم لم يتابعوا مسلسلات كثيراً خصوصاً في الأوقات التي تصادف نقل المباريات في بث مباشر. وذكر ناجي صائغ أنه قام بشراء الجهاز الخاص بنقل المونديال بمبلغ وقدرة 1300 من أجل مشاهدة المحفل العالمي، ولا يستطيع الإستغناء عنها، مؤكداً أن المسلسلات من الممكن مشاهدتها عبر الشبكة العنكبوتية وبالتالي ليس من الضروري الحرص على متابعتها في نفس أوقات العرض التلفزيوني.
وأضاف محمد الجاسر أنه يشاهد المسلسلات ولكن بعد منتصف الليل وتحديداً من خلال إعادة الحلقة، وذلك لإنشغاله طوال اليوم سواءً لمشاهدة المونديال إضافةً إلى حرصه اليومي على تأمين المستلزمات المنزلية، وبالتالي لا يمتلك للوقت الكافي لمشاهدة الرامج التلفزيونية، مبيناً أنه تقدم بطلب إجازة من عمله للتفرغ بشكل كامل لمشاهدة منافسات المونديال. ويرى الكثير أن العام الحالي يعد من أسوء الأعوام بالنسبة لصناع المسلسلات كونهم واجهوا مشكلة لم تكن في الحسبان، مما أجبر البعض منهم على تأجيل المسلسل ليتم عرضه في العام المقبل، إلا أن البعض الآخر منهم واصلوا في عملية إنتاج مسلسلاتهم لعرضها في رمضان، وذلك لإيمانهم بأن الرياضة لها فئات معينة تحرص على متابعتها، أما القنوات الأخرى فلها النصيب الأكبر.