كشفت مصادر مطلعة ازدياد حدة المخاوف وسط قيادات ومنسوبي حزب الله وحركة أمل من التعرض لتفجيرات أو عمليات اعتداء، مشيرة إلى أن هذا هو ما يفسر القرارات التي اتخذها الحزب وحركة أمل بإلغاء حفلات الإفطار الجماعي التي كانت تقام في رمضان. وأضافت المصادر أنه رغم ذلك، إلا أن لهجة الخطاب السياسي التحريضي ما تزال عالية، وهو ما يشكل استدراجا لهذه المجموعات الإرهابية إلى لبنان، إلا أنه كان بإمكان الحزب اللجوء إلى الخطاب المعتدل الذي يقرب اللبنانيين من بعضهم البعض، وهو ما كان يمكن أن يجنبه استنفار وجوده الأمني والعسكري في العاصمة بيروت، الذي يجد استياء بين الناس ويزرع في صفوفهم الخوف من اندلاع فتنة مذهبية.
إلى ذلك، أكدت المصادر ذاتها أن تفريغ بيانات بعض المكالمات الهاتفية كشف عن معلومات في غاية الدقة والأهمية للأجهزة الأمنية، واتضح أن الإرهابيين الذين تم توقيفهم في لبنان أو بادروا إلى تفجير أنفسهم قبل اعتقالهم، تم تدريبهم في مخيمات تتبع داعش والنصرة في سورية والعراق واليمن، وأنهم خضعوا لعمليات غسل دماغ مكثفة قبل توجيههم بتنفيذ عمليات انتحارية. وحذرت المصادر من أن الوصول لهذه المعلومات لا يعني على الإطلاق أن خطر الحركات الإرهابية قد زال، وأن الساحة اللبنانية أصبحت بمنأى عن الخطر، مشيرة إلى أن البعض يتوقع أن تتحرك خلايا غير معروفة خلال شهر رمضان، حيث ستسعى عناصر الإرهاب للوصول إلى أهدافها، عبر تفجيرات انتحارية وسط التجمعات البشرية والأمكنة الأكثر اكتظاظاً".
ومع بداية الأسبوع الحالي، يأمل اللبنانيون في إيجاد حلول ناجعة للقضاء على مشكلة الشغور الرئاسي، وتكثيف الجهود من أجل إكمال الاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية، وتأمين النصاب النيابي وإزالة العراقيل التي يضعها فريق الثامن من آذار أمام تمرير الاستحقاق الرئاسي كخطوة أولى ترمي أيضاً إلى عدم عرقلة الاستحقاقات الأخرى، لاسيما الانتخابات النيابية.
وفي هذا الإطار تحدثت مصادر سياسية في بيروت لـ"الوطن"، عن رغبة سفراء الدول الكبرى الخمس في الضغط باتجاه انتخاب رئيس بأقرب فترة ممكنة، لاسيما وأن الأوضاع المحيطة تستوجب ذلك، من أجل تحصين الوضع الأمني في لبنان، وعدم انفلات الحال التي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، مع إصرار حزب الله على توريط نفسه أكثر في سورية والعراق، مما يعطل المظلة الأمنية الإقليمية الموضوعة فوق لبنان ويعرضه للخطر.