طارق أحمد عبدالقادر مدني، اسم يعرفه المهتمون بمكافحة الأمراض المعدية جيدا، سواء داخل المملكة أو خارجها، عمل في منصب أستاذ الطب الباطني والأمراض المعدية في قسم الباطنة بكلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز، ويمتلك خبرة تزيد على 20 عاما في التعامل مع الأمراض المعدية، وأعد بحوثا عالمية في هذا العلم الطبي المتقدم.
تلقى الدكتور طارق شارة "الوزير المهندس"، ولبى نداء الوطن، توشح سيف الخبرة، ليعمل مستشارا مستقلا لوزارة الصحة لدحر انتشار فايروس "كورونا"، ويقدم الاستشارات المتخصصة لوزارة الصحة، معتمداً على خبرات طويلة في مجال الأمراض المعدية، خاصة هذا الفيروس الذي بدأ نجمه في الأفول لقاء إجراءات صحية وقائية مشددة طالت كافة المنشآت الصحية بالمملكة.
وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه حزم حقائب "مواجهة كورونا" بأمر ملكي، وبعد يومين من تكليفه بهذه المهمة، أجرى عصفا ذهنيا باحثا عن كفاءة سعودية تعمل على تنسيق الخطة الطبية العاجلة للتصدي لفيروس كورونا، رغم أنه يمتلك صلاحية استقطاب كفاءات أجنبية، إلا أن تفكيره لم يتناس اسم الدكتور طارق مدني، ذلك الرجل الذي يعمل بـ"صمت" كما يقول زملاؤه في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز، فأصدر قرارا عاجلا بتكليفه مستشارا مستقلا لوزارة الصحة لمواجهة انتشار الفيروس.
العاملون مع الدكتور طارق يؤكدون أنهم كانوا يرون فيه "مسؤول المستقبل"، كاشفين عن أن علمه وأبحاثه في مجال مكافحة الفيروسات أخذت اهتماما طبيا دوليا، ودماثة خلقه حببت فيه كل من عمل معه، وصرامته في المحافظة على الوقت - كما يقولون - جعلته أحرص ما يكون على الإيجاز وطرح المفيد عند التعامل معه.
الدكتور طارق مدني حصل على درجة الدكتوراه في الطب الباطني من جامعة أوتاوا بكندا عام 1994، وقبلها كان يعمل معيدا بقسم الطب الباطني بجامعة الملك عبدالعزيز من 1989 إلى 1991، وعمل طبيبا مقيما بجامعة أوتاوا بكندا من عام 1991 حتى 1994، وزميلا في تخصص الأمراض المعدية بجامعة مانيتوبا بكندا عام 1993 لمدة 3 سنوات، وأستاذا مساعدا بكلية طب جامعة الملك عبدالعزيز عام 1996 لمدة 6 سنوات، ومستشارا لوزير الصحة السعودي من 2000 إلى 2007، ثم أستاذا مشاركا بقسم الطب الباطني بجامعة الملك عبدالعزيز من 2008 حتى تم تعيينه حارسا لـ"كورونا" بأمر وزير الصحة المكلف.
وطالت اهتمامات الدكتور طارق مدني البحثية، فيروسات الحمى النزفية، والأمراض المعدية، ومكافحة العدوى بالمستشفيات، ومرض الإيدز، فيما تركزت اهتماماته العلمية على الطب الباطني والأمراض المعدية.