منذ عشرات الأعوام والسعوديون يقصدون جمهورية مصر لغرض السياحة، لما تملكه من مقومات سياحية تاريخية وترفيهية لكافة البشر، فيوجد بها أهرامات مصر التي يراهن عليها سكان القاهرة، حيث تمتد من "أبو رواش" بالجيزة حتى "هوارة" على مشارف الفيوم وهي بنايات ملكية بناها قدماء المصريين في الفترة 2630 ق م، وأما الناحية الترفيهية. فمصر تعد من أوائل الدول العربية التي يوجد بها الكثير من الأماكن السياحية، وهي من أول الدول العربية التي بدأت علاقتها مع السينما في الوقت نفسه، الذي بدأت في العالم، فالمعروف أن أول عرض سينمائي تجاري في العالم كان في ديسمبر 1895، علاوة على إنشاء دور المسرح التي جعلت الخليجيين بصفة عامة والسعوديين بصفة خاصة يتوجهون إلى أم الدنيا، وعدم الاكتفاء عن ذلك الحد فقط، فنسب عديدة منهم اضطروا لشراء شقق سكنية ومنازل خاصة بهم بسبب ترددهم كثيرا إلى أراضي الفراعنة، وذلك لتجنب نسبة الخسائر التي يتعرضون إليها من خلال المبالغ المالية المدفوعة في إيجارات السكن.
بعد الأحداث الأخيرة وتحديدا ثورة 25 يناير، شهدت مصر انفلاتا أمنيا، مما جعل الخليجيين والسعوديين يشدون رحالهم ويغادرونها، ولم يتوقف الأمر على ذلك فقط بل هجروا أملاكهم السكنية منذ ذلك الحين خوفا على أرواحهم، ولكن حينما أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية أنور العاصي مؤخرا عن انتخاب وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي، رئيسا للجمهورية بنسبة 96.9%، تزامن ذلك تلقي الأخبار عبر وسائل الإعلام المصرية عن عودة الاستقرار مجددا في مصر وأن الحكومة فرضت سيطرتها على الشعب، تنفس السعوديون الصعداء جراء تلك الأخبار ليتسارعوا إلى مكاتب الحجوزات للسفر إلى مصر.
وأكد الخبير السياحي عبدالفتاح أحمد عبدالعال لـ"الوطن" أنه مع جملة المتغيرات في الجمهورية، أصبح هناك استقرار نسبي في بلد الفراعنة، مشيرا إلى أن أكثر الأماكن السياحية يوجد بها أمن، منوها في الوقت ذاته أنه في السابق كان هناك عزوفا ملحوظا عن السياحة.
وعن كيفية حماية السائح أوضح عبدالفتاح أن هناك شركات مخصصة لتنظيم البرامج السياحية، مبينا أن الأمن أصبح موجودا في ظل انتشار شرطة السياحة في الشوارع بشكل ممتاز من أجل حماية المواطنين والسائحين، مضيفا أن نسبة السياحة مقارنة بالسابق زادت بحوالي 18 إلى 20% مما كانت عليه في السابق، مبينا أن الاستقرار يحفز على ازدياد النسبة في الفترة المقبلة، وأن وزارة السياحة فيها نشاط أمن لعودة الحركة السياحية إلى مكانها الطبيعي بعد رفع الحضر لمصر من الدول الأوربية مثل فرنسا والمملكة المتحدة، ولذلك أمل الاستقرار لعودة الحركة إلى طبيعتها موجود، منوها أن هيئة تنشيط السياحة تبذل جهود كبيرة من أجل عودة مصر كما كانت عليه في السابق.
ورأى الخبراء السياحيون أنه حينما وجهت مؤسسة الرئاسة دعوة إلى الرؤساء والشخصيات العامة للمشاركة في احتفالية تنصيب السيسي يوما تاريخيا، حيث عول عدد من خبراء السياحة على هذا الحفل من أجل تنشيط السياحة، مستغلين هذا العدد الكبير من رؤساء الدول التي ستحضر الحفل، متوقعين أن يكون للحفل مردود قوي على السياحة نبدأ في جني ثماره بعد شهر رمضان، خصوصا من الدول العربية.
وقال نائب رئيس غرفة الفنادق باتحاد الغرف التجارية ناجي عريان، إن حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي كان فرصة جيدة لإعادة النشاط السياحي تدريجيا.
وأضاف عريان، من رابع المستحيلات أن يأتي كل هذا العدد من رؤساء الدول في بلد بها مخاطر أمنية، فقدوم كل هذا العدد بعث برسائل ضمنية إلى العالم أجمع أن مصر قد عادت إلى سابق عهدها، وبالتالي يمكن أن نرى وفودا سياحية من كل أنحاء العالم تأتي إلى مصر.
وعن المجال السياحي في عصر الرئيس السيسي قال "نتمنى أن نرى السياحة في عهد السيسي مزدهرة، ونتمنى أن تصبح مصر منارة سياحية كبرى يتوافد عليها كل الجنسيات، ولكن لا يجب أن نحمل السيسي كل شيء، فيجب على الشركات أن تطور من نفسها لكي تصنف كشركات كبرى تستقطب كل الجنسيات".
وأكد شريف صبري، الخبير السياحي، أن توافد الرؤساء على مصر لحضور حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي كان داعما للسياحة في مصر، خصوصا فترة الركود المميتة التي تعيشها منذ يناير2011.
وذكر صبري: "الاستقرار لا يرتبط فقط بوجود الرئيس، فلقد عشنا مع الرئيس المعزول محمد مرسي فترة عصيبة، ولكن الموضوع يعتمد على وجود رئيس قوي مثل الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهو الوحيد القادر على إعادة النشاط السياحي إلى سابق عهده".
وأشار شريف، إلى توافد كل هذا الكم من الرؤساء لتهنئة المشير السيسي سيعطي انطباعا صريحا بأن الأمن والأمان في مصر قد عاد، وبالتالي لا يوجد أي مانع لعودة السياحة، خصوصا مع توافد رؤساء الدول.
وقال شريف، إن أصدقاءه في دبي يقولون له إن أغلب سيارات الأجرة تحمل شعارات منشطة للسياحة في مصر، منها مثلا "مصر مستنياكم" أو "اذهبوا إلى مصر" و"مصر حلوة"، وهو بداية مبشرة جدا، وأول بشرى خير على يد تنصيب السيسي.
وتوقع شريف أن يكون شهر أغسطس شهر "السياح العرب" حيث قال، سيأتي من كل أنحاء الوطن العربي سياح طالبين الاسترخاء في مصر، خاصة بعد استقرار الأوضاع على يد السيسي وزيارة رؤساء دولهم مصر، فبدءا من العيد سيحل على مصر الخير.
وعن الشتاء قال، أتوقع أن يكون الشتاء أكثر رواجا، وسنجد مزيدا من الجنسيات، خصوصا أوروبا، فستعود مصر إلى سابق عهدها السياحي في غضون أشهر قليلة.
وأوضح البعض من المواطنين الذين يمتلكون شقق سكنية في مصر أنهم سارعوا بالذهاب لتفقد أملاكهم الخاصة وتنظيفها من الغبار الذي حل بها كونها مقفلة منذ أكثر من ثلاث سنوات، مؤكدين عبر اتصالهم بـ"الوطن" أنهم استعانوا بشركات متخصصة بالنظافة لكي يتم إزالة المخلفات من الشقق.
وقال منصور، العابد أنه في الفترة السابقة كان يتخوف من السفر إلى مسكنه الخاص في أم الدنيا ولكن بعد الأحداث الأخيرة فقد عزم على السفر وتفقد شقته الواقعة في العاصمة القاهرة.
وذكر نايف العاصي أنه كان في السابق يتفقد منزله في مصر عبر الاتصال الهاتفي مع الأصدقاء المصريين المقربين منه للتأكد من عدم إتلاف منزله وعدم اقتحامها من قبل البعض من الأشخاص الخارجين عن القانون.
وبين إبراهيم العتيق، أنه كان يذهب إلى شقة عمه الواقعة في القاهرة بشكل دائم ولكن بعد الأحداث الأخيرة انقطع عن زيارتها لأكثر من أربع سنوات، مؤكدا أنه يفضل السفر إلى هناك لقضاء شهر رمضان لما فيها من أجواء رمضانية جميلة.
وأفاد أن عيد الفطر في مصر لها طعم آخر خصوصا مع وجود المسارح والسينما إضافة إلى الأماكن السياحية الموجودة تجعل من الشخص حائرا في كيفية قضاء يومه في أم الدنيا.
وتوقع خبراء السياحة تعافي قطاع السياحة والعودة التدريجية للحركة السياحية إلى مصر خلال الربع الأخير من العام الحالي بعد استقرار الأوضاع فى مصر ورفع دول غربية الحظر على سفر مواطنيها إلى مصر.
وزير السياحة المصري لـ"الوطن" : أعداد الزوار "ترتفع"
القاهرة: محمد عوض
كشف وزير السياحة المصري هشام زعزوع، عن برامج سياحية خاصة للسائحين العرب والخليجيين على وجه الخصوص، تم إطلاقها مؤخرا بغرض تنشيط السياحة في الموسم السياحي الصيفي، والذي سينطلق في أول شهر يوليو المقبل، حيث تبلغ نسبة السائحين العرب 20 % من حجم السياحة الوافدة لمصر، إذ تراجعت السياحة العربية لمصر بنحو 34 % خلال شهر أبريل الماضي ولكنها عادت إلى 75 في إشغال الفنادق في بعض المدن السياحية.
وقال زعزوع، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إن وزارته قامت بوضع برامج خاصة للسائح العربي، بأسعار خاصة في حزمة أطلق عليها حزمة "نهاية الأسبوع"، مشيرا إلى أن هناك رعاية للعديد من الفعاليات الفنية، التي بدأت باستضافة المطربة ماجدة الرومي، فضلا عن استضافة المشاهير بما يكون له تأثيره في دعم ملف السياحة.
وتوقع زعزوع، أن يشهد الموسم الصيفي المقبل تدفقا ملموسا للسياحة العربية، من خلال تطبيق العديد من الحزم الترويجية الرامية لاستعادة الحركة السياحية الوافدة إلى معدلاتها.
شهدت الحركة السياحية المصرية رواجا ملحوظا الفترة الأخيرة، وخاصة في محافظة "جنوب سيناء"، حيث ارتفعت نسبة الإشغالات بالفنادق في مدن "شرم الشيخ" و"الغردقة" و"رأس سدر"، إلى 75% أمس، مقارنة بنحو 30 % في شهر مايو الماضي، وسط ارتفاع ملحوظ في الحجوزات من قبل السائحين القادمين إلى مصر من دول أوروبية وعربية عدة.
وبلغت إيرادات مصر من السياحة في العام المنصرم 2013، نحو 5.9 مليارات دولار في مقابل 9 مليارات دولار في عام 2012، نزولا من 14 مليار دولار في عام 2010، إذ تعد السياحة أحد أهم مصادر الدخل القومي لمصر بما توفره من عملة صعبة لدعم اقتصاد البلاد.