يعيش النصراويون حالة قلق وتخوف من المستقبل، في ظل عدم القناعة بمستوى الفريق الأول لكرة القدم مع المدرب الإسباني (كانيدا)، الذي يعتبر ناجحا بالعلامة الكاملة من خلال حصد نتائج جميع المباريات الخمس في دوري عبداللطيف جميل متصدرا دون فقد أي نقطة.
وعلى الرغم من تأكيد رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي في أي مناسبة أن المدرب يؤدي عمله جيدا وأنه لا نية للتغيير، إلا أن فئة من النقاد والجماهير يُطالبون بالبحث عن بديل وتدارك الوقت قبل أن (تقع الفأس في الرأس).
الأكيد أن النصر يلعب بهوية مختلفة عن الموسم البطولي مع الأوروجوياني كارينيو، الذي زاد من (حيوية) النصر بالإنجازين الذهبيين دوري جميل وكأس ولي العهد، موثقا اسمه بأحرف من ذهب كقائد فني ساهم بفعالية في عودة (العالمي) لرونقه وجاذبيته وعنفوانه.
بالتأكيد لن ينسى النصراويون كارينيو، ما لم يكن البديل أفضل بالمستوى والنتائج والإنجازات، ولكن كانيدا لم يحظ بقناعة وحب النصراويين عدا الرئيس في تصريحاته، وبعض اللاعبين في تبرير المستوى بتغيير طريقة اللعب وعدم تطبيقها جيدا، مثلما صرح الحارس القوي عبدالله العنزي بعد الفوز على الشعلة بهدفين لهدف وبصعوبة، كما أن بعض الزملاء الإعلاميين يصادقون على هذه الأقوال ويعارضون من يطالبون بالتغيير.
في هذا الصدد ستبقى الإدارة بين سندان النتائج ومطرقة النقاد والمستوى غير المرضي للجميع.
وفي سياق تعزيز الرؤى الناقدة، فإن المدرب أشرف على المعسكر، واختار بعض اللاعبين الأجانب، ولعب مباريات ودية وخسر السوبر السعودي أمام الشباب، ولم ينجح في تقديم النصر بمستواه المتوقع، في ظل وجود عناصر أفضل عن العام الماضي، مشددين على أنه جمع النقاط في أول خمس مباريات من فرق ضعيفة أو على الأقل ليست من الفرق المرشحة للمنافسة على البطولات.
كما أن النصر هذا العام لديه عناصر أجنبية ومحلية أفضل وخصوصا أدريان الذي ألهب المدرجات وأغدق على متذوقي كرة القدم بفنياته وحماسه.
في المقابل، يشدد المؤيدون لاستمرار المدرب على أنه مازال في بداية الدوري، ويطبق طريقة جديدة مختلفة عن طريقة كارينيو، وهذه النتائج ستساعده في القيام بمهامه جيدا مع مرور الوقت واستيعاب اللاعبين لأسلوبه. لكن المخاوف تحيط بهذه النظرة، التي تدعو للصبر، لا سيما أن الوجه البراق للأصفر لم يعد مشعا، وتغييراته روتينية وتقليدية، ولم يقدم ما يؤكد استفادة المدرب من التقدم على المنافسين خلال المباريات، وحين يواجه الفرق التي تنافسه على البطولات سيكون صيدا لمدربيها.
والواضح جليا أن الهداف الصعب محمد السهلاوي يقوم بأدوار كبيرة كمهاجم (يحفظ) كل زوايا المرمى، ويقيس التسديد بحرفنة وسلاسة وهو من أخطر المهاجمين حتى على الصعيد الفردي مثل هدفه الأول في الشعلة، ولمسته الخاطفة في الهدف الثاني.
مثل هذه المعطيات تصيب المسؤول بالحيرة، لكنه سيكون أكثر دقة في اتخاذ القرار المناسب متى أجاد في تقييم العمل في التدريبات ومدى مواءمة ذلك مع اختيار العناصر الأساسية وطريقة اللعب وتدخلاته أثناء المباريات وقوة أو ضعف قراءته للفريق المقابل. ومثل هذه العوامل يدركها ويتعايش معها من يحضر التدريبات والاجتماعات، بينما نحن كنقاد أو متابعين أو جماهير نحكم من خلال المباريات.
وتعد فترة توقف الدوري فرصة سانحة لإدارة النصر بأن تدرس كل المعطيات والنتائج ومستوى العمل والتعامل وتعطي قرارا نهائيا وحازما، مع أنني لست مع من يطالب بتغيير المدربين في وقت مبكر، عدا الذين يثبتون أنهم (مقلب) في كل شيء.
الواضح أن مشكلة مدرب النصر مشابهة لقضية مدرب المنتخب، وكلاهما إسبانيان: كانيدا.. و لوبيز..!