من إدارة الحاسب الآلي بالحرس الوطني بدأ الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز رحلة العمل في الخامس والعشرين من شهر شعبان من عام 1418 بعد أن حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الملك سعود وأنهى دراساته العليا من المملكة المتحدة.

وتسلم الأمير الشاب زمام العمل التقني في جهاز الحرس الوطني آنذاك ليضع قدمه على أولى لبنات الخبرة العملية تحت إدارة والده عبدالله بن عبدالعزيز، الذي طالما نهل من مدرسته في صباه وعاد إلى العمل معه بعد أن تسلح بالعلم ليكتسب من خبرته الإدارية وحنكته.

ومن إدارة الحاسب الآلي بالحرس الوطني انطلق الأمير مشعل إلى العمـل السيـاسي إذ تم تعيينه في عام 1424 وزيرا مفوضا على المرتبة الثالثة عشرة بوزارة الخارجية ومن ثم تم تعيينه وزيرا مفوضا على المـرتبة الرابعة عشرة، لتتاح له الفرصة لصقل تجربته السياسية من خلال المشاركة في عدد من المؤتمرات والاجتمـاعات العربية والدولية، من أبرزها القمم الخليجية والقمم العربية والقمة الإسلامية الطارئة في مكة المكرمة 2006، وشارك وفد وزارة الخارجية في كافة الاجتماعات التنسيقية لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وكافة الاجتماعات التنسيقية لجامعة الدول العربية، ومؤتمر حوار الأديان والثقافات (نيويورك 2008) وعضوية الوفد الرسمي في بعض الزيارات الخارجية لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد.

وفي عام 2009 وبعد تجربة سياسية ثرية في مسيرة الأمير مشعل بن عبدالله في العمل السياسي، دخلت الإمارة على خط التجربة بصدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعيينه أميرا لمنطقة نجران، وخلال خمس سنوات استطاع الأمير مشعل أن يحدث تغييرا جذريا في خارطة التنمية في نجران ويصل إلى قلوب سكان المنطقة من خلال علاقتهم القوية والخالية من البروتوكولات معهم.

ومن نجران إلى مهوى الأفئدة مكة المكرمة جاء الأمير مشعل بن عبدالله إلى مكة طائفا بالبيت العتيق وداعيا الله العون على مهمة الجسيمة التي شرفه بها خادم الحرمين الشريفين لخدمة بيت الله العتيق.

لن استطرد في سرد مواقف الأمير مشعل بن عبدالله الإدارية التي جسدهـا خلال الأشهر الأولى من تسلمه زمام الأمور في منطقة مكة المكرمة، ولكن سأستشهد بموقف يعكس شجاعة الأمير مشعل في مواجهة الحدث وجها لوجه، عندما اقتحم مستشفى الملك فهد مسرح الحدث شبح كورونا، وباغت المرضى الذين يفر منهم كل من يعرفهم بالزيارة، ليسجل بذلك رسالة قوية مفادها أن الوضع لم يصل إلى المعدل الذي يثير الرعب.

لا شك أن مشعل بن عبدالله إضافة متميزة لما تشهده منطقة مكة المكرمة لأن الأمير الشاب يؤمن بالتخطيط وبالعمل المبرمج، ويحمل رؤية تنموية واضحة.