"نزاهة" قرأت ملف "المعاقين" جيدا، وتوقفت بجلالة قدرها عند مليار ريال من قيادة هذا البلد الآمن المطمئن لتوفير سيارات للمعاقين، ووزير الشؤون الاجتماعية يعرف أوراق هذا الملف ورقة ورقة، وكتبت عنه وسائل الإعلام، وتناولته القنوات الفضائية، وتعاطف القاصي والداني مع هذه الفئة التي أهانتها البيروقراطية.

أتمنى من "نزاهة" توجيه أسئلة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية محددة ومقننة: لماذا لم يتم صرف السيارات للمعاقين منذ صدور القرار قبل ثماني سنوات إلى الآن؟ من وضع مواصفات السيارات القليلة التي تم صرفها من الرصيد المالي الضخم؟ هل يعلم معالي الوزير بعيوب السيارات المصروفة لبعض المعاقين، بما فيها ضيق المساحة للمعاق، وقصر ارتفاع السقف، وتسرب المياه من السقف على المعاق؟ لماذا لا يمنحون المعاق فرصة اختيار السيارة التي تناسبه وهم يسددون من مال الدولة؟ أما أهم سؤال أتمنى توجيهه إلى الوزارة فهو: لماذا تتاجرون بقضية الإنسان المعاق بتدشين وهمي، وتسلمون بعض المعاقين مفاتيح السيارات، ويعتقد كل من يتابع هذه الاحتفالية الشكلية أن هذا آخر معاق؟!

"نزاهة" التقطت ذبذبات الألم، فتحرك مشرطها، ولا نعلم ماذا فعلت إلى الآن وصوت الأرض يئن: "لبست ثوب العيش لم أستشر"

أعيدوا شمس المطر، المخطوفة لتلمع "الحيود" عساها تشرق على السهود والمهود، أغلقوا ملف سيارات المعاقين بالضبة والمفتح؛ كي نعيد هطول المطر على البلاد والعباد.

آن لنا إغلاق منافذ بيع "استغلال الضعفاء"، والانتقال إلى استخدام علاج "الكيّ" لاستئصال ورم المجاهرة بالمعصية، بدلا من المراهم والمسكنات و"خيطي بيطي"... هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟