يلجأ بعض المواطنين في منطقة الحدود الشمالية للسفر خارج المملكة أو إلى مدن بعيدة بسبب عدم وجود جهاز منظار للجهاز الهضمي، في حين اعترفت صحة المنطقة بأن عدم وجود هذا الجهاز في المستشفيات يعود لندرة التخصص وصعوبة التعاقد مع أخصائي في هذا المجال.

واتهم مواطنون الشؤون الصحية في المنطقة بأنها لا توفر لهم الرعاية الصحية اللازمة مما يدفعهم إلى السفر إلى الأردن أحيانا، وآخرون يتكبدون عناء السفر إلى مدن كبيرة داخل المملكة مثل الرياض أو جدة.

"الوطن" التقت ببعض من مواطني المنطقة الذين يؤكدون لها بأنهم يعانون من السفر للمدن البعيدة بسبب عدم وجود جهاز منظار للجهاز الهضمي بمستشفيات المنطقة الشمالية لعلاج أطفالهم، كما يستاء البعض الآخر من الخدمة المقدمة في مستشفى عرعر المركزي وخصوصاً في إظهار نتائج التحاليل.

واستغرب المواطن سعود الدهمشي في حديثه لـ"الوطن" من عدم توفير جهاز منظار للجهاز الهضمي في مستشفيات المنطقة بشكل عام، قائلاً: "إن ابني يعاني من مشاكل صحية بالبطن ويحتاج للكشف عليه بالمنظار باستمرار، وفي ظل افتقار المنطقة لجهاز خاص بالأطفال أضطر للسفر للرياض للكشف عليه"، مشيراً إلى أن بعض المواطنين يسافرون للأردن للكشف على أبنائهم لقربها من المنطقة الشمالية.

ولم يخالف سالم العنزي ورائد الصقري حديث الدهمشي ليؤكدا استياءهما من قسم التحاليل في مستشفى عرعر المركزي، ومستشفى الأمير عبدالعزيز بن مساعد، قائلين: "إن نتائج التحاليل تستغرق أكثر من 3 أشهر حتى تظهر".

ويضيف سالم العنزي: "أخذت عينة دم من زوجته لإجراء تحليل الهومونات، وبعد أكثر من شهر راجع مستشفى الأمير عبدالعزيز بن مساعد وتفاجأ بعدم ظهور النتائج، وعند استفساره عن سبب ذلك رد عليه العاملون بقسم التحاليل بالمستشفى إن الجهاز معطل، ويحتاج صيانة وقد يستغرق وقتا طويلا".

أما الصقري فيقول: "إنه يعاني من مراجعة قسم التحاليل بمستشفى عرعر المركزي وذلك لطول مدة إظهار النتائج والتي تستغرق أكثر من 3 أشهر حتى تظهر النتيجة".

وفي المقابل، عزت الشؤون الصحية بالمنطقة الشمالية عدم وجود جهاز منظار للجهاز الهضمي بمستشفيات المنطقة الشمالية لندرة التخصص والتعاقد مع أخصائي في هذا المجال، ليؤكد ناطقها الإعلامي فهد الشمري في حديثه لـ"الوطن"، أنه بالنسبة للتخصص الفرعي للجهاز الهضمي للأطفال هو تخصص نادر جداً ولا يمكن التعاقد عليه بسهولة، كاشفاً في الوقت ذاته أنه تم التعاقد مع أخصائي أطفال من جمهورية مصر العربية لدية خبرة في المناظير في الجهاز الهضمي للأطفال، ووصل منذ عدة أيام وجارٍ العمل على تجهيز القسم بالمناظير الخاصة بالأطفال، وبدء العمل بعد اكتمال المتطلبات، مضيفاً أما بالنسبة لمنظار الجهاز التنفسي فهذا التخصص نادر جداً ولكن نحاول إيجاد التعاقد مع أخصائي.

وعن تأخر نتائج التحاليل، قال الشمري: "إن فحوصات الهرمون تعد من الفحوصات الغير روتينية والتي من الطبيعي أن يستغرق المختبر وقتاً في تجميعها والقيام بفحصها على مدى عدة أيام"، مشيراً إلى أنه يلزم إجراء المعايرات اللازمة والعينات الضابطة التي تضمن دقة النتائج.

أما بالنسبة لتعطل جهاز التحاليل في مستشفى الأمير عبدالعزيز بن مساعد، قال الشمري: "إنه قد يتعطل أي جهاز فجأة لظروف طارئة خارجة عن الإرادة ولا يمكن إصلاحها إلا عن طريق الوكيل الأصلي، ويتطلب الأمر أحياناً تأمين بعض قطع الغيار"، مبيناً أن ذلك يتم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وهذا يستغرق وقتاً، وفي حال تعطل أي جهاز فإن المختبر يقوم بإرسال العينات إلى مختبر آخر بالمنطقة تتوفر لديه هذه الفحوصات حتى يتم إصلاح الجهاز".

وأكد الشمري أن كافة المختبرات بالمنطقة لا تدخر جهداً من أجل تقديم كل مايلزم من خدمة المرضى على الوجه الأكمل, على أن أي تأخير قد يحدث فإنه حتماً لا يكون عن تعمد منا.